فجّر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مفاجأة بإعلانه عدم الترشح لولاية ثانية، ما جعل الانظار تتجه الى رئيس الوزراء مانويل فالس الذي سيكون عليه اعلان ترشحه رسميا للانتخابات التمهيدية لليسار المشتت.
وقال هولاند (62 عاما) في كلمة متلفزة مساء اول من امس من الإليزيه في باريس «قررت الا أترشح للانتخابات الرئاسية»، مؤكدا انه «مدرك للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن خطوة من جانبي لن تلقى التفافا واسعا حولها».
وفي كلمته، اتهم هولاند اليمين أنه يريد التشكيك بالنموذج الاشتراكي الفرنسي، وحذر من اليمين المتطرف «الذي يدعونا الى الانطواء والخروج من أوروبا والعالم»، وتحدث عن «التحدي الذي تمثله الفترة المقبلة»، داعيا إلى «رد فعل جماعي».
وتابع «في الأشهر المقبلة، واجبي الوحيد سيكون مواصلة قيادة البلاد».
وانتخب هولاند رئيسا في العام 2012 بمواجهة نيكولا ساركوزي، وبات الرئيس الأول الذي يرفض الترشح لولاية ثانية منذ العام 1958.
ولم يوضح الرئيس الفرنسي ما اذا كان يدعم رئيس وزرائه وحتى بدون ذكر اسمه.
لكن مصادر قريبة من فالس قالت ان الرجلين تحادثا مرات عدة قبل الاعلان وبعده.
وأظهر آخر استطلاعات الرأي أن 13% فقط من الفرنسيين يثقون بهولاند وأنه لن يحصل سوى على 7% من الأصوات.
وفي الأيام الأخيرة، دارت حرب صامتة بين هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس المحاصر بين واجبه بإظهار الولاء تجاه رئيس البلاد وطموحه الرئاسي الذي لم يعد يخفيه.
وحيا فالس، إعلان هولاند معتبرا أنه «خيار رجل دولة».
واهتمت الصحف الفرنسية بهذا السيناريو غير المسبوق في الجمهورية الخامسة المتمثل في تخلي رئيس للدولة عن الترشح لولاية ثانية، وعنونت: «النهاية» و«من دوني» و«وداعا ايها الرئيس».
ولقي اعلان هولاند الذي تراجعت شعبيته الى مستويات قياسية اشادات حتى من اليمين، وقد وردت في معظم التعليقات عبارات: «كرامة» و«احترام» و«شجاعة».
وقال ارنو مونتيبور انه «قرار حكيم وواقعي ومحترم»، بينما اكد ايمانويل ماكرون انه «قرار شجاع»، واكد مانويل فالس انه «خيار رجل دولة».
من جهتها، رأت كريستيان توبيرا وزيرة العدل السابقة التي انسحبت من الحكومة في اطار مشروع التجريد من الجنسية المثير للجدل «لحظة كرامة في السياسة التي باتت تبخل في ذلك».
ويعمل البعض في اليسار على دفع وزيرة العدل السابقة التي تتبع خطا مختلفا تماما عن سياسة فالس، الى الترشح للانتخابات.
ورأى رئيس الوزراء الاسبق فرنسوا فيون مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية في العام 2017 والمرشح الاوفر حظا للفوز فيها حسب استطلاعات الرأي الاخيرة، ان هولاند «اقر بفشله».
وفي اليمين المتطرف، انتقد فلوريان فيليبو مساعدة زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن من قبل فيون وفالس، معتبرا انهما «نسختان» عن رئيسيهما نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند.
وقال فيليبو «رئيسان للجمهورية يخرجان خلال اسبوعين.. ما فائدة ترشح نسختين عنهما؟».