- الزعيم الراحل رفض إطلاق اسمه على أي ميادين أو إقامة نصب تذكاري له
بعد 9 أيام من الحداد الوطني على رحيله، شيعت كوبا امس زعيمها الراحل فيدل كاسترو، الى مثواه الاخير، حيث دفن رماده في مدينة سانتياغو دي كوبا مهد ثورته وبالقرب من ضريح بطل استقلال كوبا خوسيه مارتي.
وكان الموكب الجنائزي الذي نقل رماد الزعيم الكوبي الراحل قد وصل الى مدينة سانتياغو دي كوبا بعد رحلة استمرت ثلاثة أيام. ونقل الموكب الرماد الذي وضع في صندوق من خشب الارز لف بعلم كوبي الى ثاني مدن البلاد.
وحضر هذه المراسم عدد من القادة الأجانب وخصوصا من دول اميركا اللاتينية وافريقيا، كما حضرتها وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين رويال الى جانب اسطورة كرة القدم دييغو مارادونا الذي كان مقربا جدا من فيدل كاسترو.
وفي هافانا وماتانزاس وكارديناس وسينفوغيوس وسانتا كلارا، تجمع مئات الآلاف من الكوبيين على جانبي الطريق وهم يهتفون «عاش فيدل!» وهم يلوحون بالاعلام عند مرور الموكب الذي يتألف من سبع آليات، وقد عبر 13 من مقاطعات الجزيرة الـ15 ليصل الى مهد الثورة سانتياغو دي كوبا.
ومع بداية مرحلة ما بعد فيدل، تعهد شقيقه، الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، بانه سيعمل على «الدفاع عن الوطن والاشتراكية» وذلك في مراسم تكريم اقيمت عشية تشييع كاسترو.
وقال راؤول كاسترو أمام عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في سانتياغو دي كوبا شرق البلاد «أمام رفات فيدل نقسم على الدفاع عن الوطن والاشتراكية».
واضاف الرئيس الكوبي في هذا الخطاب الاخير لتكريم شقيقه في ساحة الثورة في «المدينة البطلة» ان فيدل كاسترو «اثبت ان ذلك ممكن، يمكننا ازالة اي عقبة او تهديد لتصميمنا على بناء الاشتراكية في كوبا».
وفاجأ الرئيس الكوبي الذي تولى السلطة في 2006 الكوبيين بالاعلان عن عزمه على تقديم مشروع قانون الى الجمعية الوطنية يقضي، بناء على طلب فيدل، بعدم اطلاق اسمه على اي موقع او شارع في الجزيرة.
وقال ان «فيدل اصر حتى الساعات الاخيرة من حياته» على «الا يطلق اسمه او صورته على مؤسسات او ساحات او حدائق او جادات او شارع او مواقع عامة اخرى»، كما طلب «الا تبنى له نصب او تماثيل وغيرها من اشكال التكريم».
وردد الحشد هتافات من بينها «راؤول الشعب معك!».
وقال تيد بيكون، المتخصص في شؤون اميركا اللاتينية في معهد بروكينغز الاميركي، ان هذا لن يمنع من ان «تهيمن ذكرى فيدل على كوبا لوقت طويل».
واضاف «نظرا الى التأثير الهائل الذي تركه في كوبا، فإن هذا في الحقيقة ليس الوداع».
وبعد وفاة فيدل، تتجه الانظار الى شقيقه راؤول الذي يقود منذ عشر سنوات محاولة خجلة لاصلاح الاقتصاد الكوبي، وكان مهندس التقارب التاريخي مع الولايات المتحدة منذ نهاية 2014 وعودة كوبا تدريجيا الى الساحة الدولية.
ويؤكد داعمو فيدل في سانتياغو لوكالة فرانس برس ثقتهم في شقيقه الذي اعلن اعتزامه التخلي عن السلطة عام 2018.
وتقول ايرينا هيرو رودريغيز (23 عاما) «اثق في راؤول لان راؤول شقيق فيدل. فيدل علمه كل شيء».
من جهتها، اعتبرت مارتا لويدا وهي استاذة جامعية منذ 36 عاما انه «لا يوجد مجتمع مثالي. مفهوم الثورة هو تغيير ما يجب تغييره: وان كان هذا من اجل تحسين نموذجنا الاقتصادي، فهذا للافضل».