أحبط المعتكفون في المسجد الأقصى امس محاولة المئات من المتطرفين اليهود اقتحام المسجد.
وأوضحت مصادر محلية أن هؤلاء المتطرفين حاولوا خلال تظاهرة لهم في شارع الواد وعلى مدخل سوق القطانين في البلدة القديمة من القدس اقتحام المسجد إلا أن المعتكفين بداخله والمرابطين في باحاته صدوهم وأحبطوا مخططاتهم.
وأضافت أن المتطرفين كانوا قد خرجوا بمسيرة حاشدة امس في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وذلك غداة رفع إسرائيل حصارها عن المسجد الأقصى.
وقالت إن مئات المستوطنين تجمعوا منذ الصباح بساحة البراق، غربي المسجد الأقصى وانطلقوا بمسيرة ضخمة باتجاه سوق القطانين في شارع الواد الذي يعتبر حلقة الوصل بين حائط البراق من الجهة الشمالية والمسجد الاقصى، ويؤدي سوق القطانين في نهاية الشارع الى باب القطانين وهو أحد الأبواب الرئيسية للمسجد.
وحمل المستوطنون أعلام إسرائيل والشمعدانات، والشموع، ورددوا هتافات عنصرية ضد العرب ومارسوا رقصات وطقوسا استفزازية أمام المواطنين والتجار الفلسطينيين الذين رفضوا اغلاق محلاتهم لمدة ساعتين بناء على دعوة من الشرطة الاسرائيلية لتمكين اليهود من الصلاة في المكان.
وتأتي هذه المسيرة بمناسبة ما يسمى بعيد فرحة التوراة والذي يصادف آخر أيام عيد »العرش» اليهودي.
ورافقت المسيرة أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة التي أغلقت الشارع بالكامل تسهيلا لمرور المسيرة ولضمان عدم وقوع أي مواجهات بين المستوطنين والمقدسيين.
وبالرغم من اعلان اسرائيل رفع الحصار الذي تفرضه على المسجد الاقصى، إلا أن المعتكفين في المسجد يرفضون الخروج منه، وتمكن أمس الاول عدد آخر من الدخول الى المسجد والاعتكاف فيه.
ومن المتوقع أن يمكث المعتصمون يومين آخرين حتى انتهاء التهديدات التي تطلقها جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الاقصى خلال عيد «العرش».
من جهة اخرى، صرح امين سر تحالف قوى الفصائل الفلسطينية خالد عبد المجيد لوكالة فرانس برس في دمشق امس بأن حركة حماس أرسلت وفدا الى القاهرة ليطلب تأجيل اجتماع المصالحة الفلسطينية المقرر في نهاية الشهر الجاري.
وقال عبد المجيد ان «حماس ارسلت الى القاهرة نائب المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق ليطلب من المصريين تأجيل الاجتماع المقرر في هذا الشهر بالقاهرة للمصالحة والحوار».
واضاف «سيجري غدا (اليوم) في دمشق اجتماع لقادة فصائل القوى الفلسطينية ولجنة المتابعة العليا للمؤتمر الفلسطيني وستعلن حماس عن تأجيل الحوار والمصالحة» المقرر في القاهرة في 26 اكتوبر الجاري.
وأوضح ان سبب التأجيل هو «سحب السلطة الفلسطينية تقرير غولدستون الذي يدين اسرائيل بجرائم ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة».
وكان سامي ابو زهري الناطق باسم حماس صرح في وقت سابق امس لوكالة فرانس برس ان وفدا قياديا من الحركة أوفد الى القاهرة للقاء مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان لبحث «الموعد المناسب» لجلسة الحوار المقبلة المقرر توقيع اتفاق المصالحة خلالها. واضاف ان هذه اللقاءات «تهدف لضمان انجاح الجهود التي تبذلها مصر وانهاء حالة الانقسام»، موضحا ان «الاجواء الحالية لم تعد مناسبة بعد ان تسممت بفعل فضيحة موقف سلطة رام الله من تقرير غولدستون».