Note: English translation is not 100% accurate
مريم البسام تروي قصة المقابلة مع السيد نصرالله
الخميس
2006/8/31
المصدر : الانباء
حكى لها عن تأثير الإعلام في النفوس. أخبرها انه أثر فيه، أيضاً. قال: عندما احتدمت المعركة، كنت أتابع بعض القنوات اللبنانية، واذ بي أفاجأ بهم يقولون في الخبر العاجل ان إسرائيل اجتاحت 10 كيلومترات من التراب اللبناني، ثم 15 كيلومترا.
أنا، بيني وبينك، سكّوا ركابي، فكيف العالم؟! تواصلت مع الشباب: شو حقيقة الموضوع؟ قال لي أحد الاخوان المجاهدين على الجبهة: يا سيد، في أشياء مش عم نقلك ياها على اعتبار انك ما رح تصدقها. أنا تحت إيدي هلق 15 إسرائيلياً بين قتيل وجريح، وإذا أردت يمكنني أن أسمعك نزاع الجرحى بينهم.
ثم أخبرها عن عيتا الشعب، وعن صمود الرجال فيها: صرت قول لهم: عيفولي عيتا الشعب! طلعوا منها لعيتا الشعب! صمدتم فيها كفاية! تحشمت عليهم يطلعوا منها، لكنهم أجابوني: لأ، نحن مسيطرين يا سيد.
ثم عدت لمتابعة الأخبار: وصل الجيش الإسرائيلي جنوبي النهر.. فقلت للشباب مشككاً: أنا أعطي المعنويات للعالم، ما تعملوها معي! واتضح أخيراً ان ما في شي من الأخبار صحيح. طيب، لو أنا صار فيّ هيك، كيف العالم؟! كان يحتسي الشاي، سكره وسط، في كاسة زجاجية مدورة، تحتها صحن. سألته مريم عن متابعته للنكات التي نُسجت عن الحزب خلال فترة الحرب، فأجابها بأنه تابعها، وعلق في ذهنه: ان الشيعة صاروا معلمين أكثر لأنو حتى بالصيف فوتناهن على المدارس.
لم تتجرأ مريم أن تتوغل، بحسب تعبيرها، وتسأله عن نكتة هيفا وحيفا.
لكنه أكد لها انه شاهد تقرير النكات الذي بثته «نيو تي في» في إحدى نشرات الحرب.
طلب منها ألا تسأله عن أقطاب البلد وعن مواقفهم خلال الحرب، وقال لها انه لا يكذب، ولذلك لا يريد ان يجيب على هذه الأسئلة على الهواء. لكنها سألته، على الهواء.
ولم يجب. تقول انها تقدر ما طلبه منها، وتتفهمه، لكن احدا لن يتفهم صحافية تحاور السيد حسن نصرالله الآن، ولا تسأله عن القضايا الداخلية.
كما أخذ كثيرون على مريم انها قاطعته خلال اللقاء: ما كان عنده مانع.
وقال لي تحت الهواء: اذا استرسلت كثيراً، يمكنك ان تتدخلي على حديثي. عند تغيير الشرائط (مدة كل شريط 33 دقيقة)، طلب من الشباب استعادة آخر جملة قالها ليبدأ منها: عمل مونتاج لحديثه.
وأنا لا يمكنني أن آخذ ربع ساعة جواب على كل سؤال، هذه من قواعد العرض التلفزيوني.
ثم اني شعرت بالراحة معه.. لدرجة اني سمعت نقداً محقاً لأني قلت له في بعض الأحيان انت، بدلاً من سماحتك وحضرتك. صح، كان يجب ان أكون اكثر انتباهاً وأن أعرف حالي مع مين عم احكي.
بعدما انهت المقابلة، قال لها: ما تفلي، اقعدي نحكي. جلست، وتحدثنا. أخبرها عن دمع ترقرق في العين كلما سمع ابن بلد يفديه بالأرواح وبالممتلكات.
وأخبرها أيضاً عن طعنة: حكى انو مطعون من بعض الناس. عادت مريم الى مبنى التلفزيون، وجدته شبه خال من موظفي الأخبار.
استغلوا فرصة انتهاء الحرب وعاد كل الى قريته، الى بيته، الى حياة انقطعوا عنها لشهر ونيف.
اتصلت بمديرة البرامج وطلبت استنهاض الهمم: ما كان حد يصدقني. أقول لهم اني عملت مقابلة مع السيد وبدنا نجهزها للبث، يجيبونني: إيه بلا مزح، شو هالحكي هيدا، وين بدك تشوفيه هلق.
بعدما بات الخبر أكيداً، كان عليها أن تتلقى لوماً كبيراً: ليه ما قلت لنا، انا ما بسامحك، ليه ما أخدتيني معك.. مُنتج برامج قال لي: كنت قولي للحزب اني انا اللي بيعملك شاي.. قولي لهم: انا ما فيّ عيش بلاه وخذيني معك.
بعد بث المقابلة بأيام، تبقى القصص كلها طازجة وحاضرة في ذهن مريم البسام.
اقرأ أيضاً