بعد احتجاز استمر أكثر من 18 ساعة، نجح الجيش الباكستاني امس في تحرير 39 رهينة كانت عناصر من طالبان يحتجزونهم منذ أمس الاول في مقر قيادة الجيش في روالبندي قرب العاصمة إسلام آباد.
ونقلت محطة «جيو» الباكستانية عن المتحدث باسم الجيش الجنرال أطهر عباس ان القوات الخاصة «الكوماندوس» نجحت في تحرير 39 رهينة كانوا محتجزين في المبنى الأمني داخل قيادة الجيش الباكستاني في حين قتل ثلاثة من الرهائن و8 من الكوماندوس و8 «إرهابيين»، وأوضح عباس كيفية مقتل 4 من المسلحين بقوله «ان اثنين من المسلحين، يرتدي أحدهما حزاما ناسفا، نجحت القوات الأمنية في قتلهما قبل أن ينفجر الحزام الناسف» وأشار إلى المسلحين الآخرين، اللذين كانا في موقع آخر داخل المقر، انتحرا عن طريق تفجير نفسيهما، وكشفت الأنباء أنه تم القبض على ارهابي آخر، عرف أنه هو منفذ الهجوم، وكان قد أصيب واعتقل في بداية الهجوم.
وأوضحت الأنباء أن منفذ الهجوم الرئيسي يدعى عقيل أو «د.عثمان»، وأنه هو مخطط الهجوم الذي استهدف منتخب سريلانكا للكريكيت في مارس الماضي في مدينة لاهور.
كذلك د.عثمان مطلوب للشرطة بتورطه في محاولة اغتيال الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف.
وبدأت العملية صباح امس، حيث تم في المرحلة الأولى تحرير 25 رهينة وفي المرحلة الثانية تم تحرير الرهائن الباقين في حين قتل ثلاثة من الرهائن وعنصران من الكوماندوس وأربعة «إرهابيين».
وكانت وسائل الاعلام المحلية ذكرت أن خمسة من عناصر طالبان تحصنوا بالمبنى الأمني التابع للمقر العام للجيش، حيث تمكنوا من حجز نحو 42 من الموظفين المدنيين والعسكريين بغرض التفاوض على الخروج من المبنى دون التعرض لهم.
وأضافت ان المفاوضات بين المسلحين وقوات الأمن الباكستانية استمرت حتى فجر امس حين شن الجيش الباكستاني هجوما على المسلحين وقتل منهم ثمانية واعتقل آخر بعد إصابته، فيما قتل ثلاثة مرتهنين اثناء تبادل اطلاق النار بين الجانبين.
وشنت جماعة تابعة لتنظيم «تحريك طالبان» في باكستان امس الاول هجوما على المقر العام للجيش الباكستاني بعد ان تنكرت بزي عسكري وألقت ثلاث قنابل عنقودية ما أدى الى تبادل اطلاق نار مكثف اسفر عن قتل ثمانية من قوات الأمن الباكستانية واصابة خمسة آخرين اضافة الى مقتل اربعة مسلحين.
وكان المتحدث باسم الجيش قد صرح في وقت سابق بأن الرهائن المحتجزين ليس جميعهم من العسكريين، مشيرا إلى وجود عدد من المدنيين بينهم.
وأوضح أنه تم الاتصال بالمسلحين خلال عملية احتجاز الرهائن، وأنهم قدموا مجموعة من المطالب، غير أنه لم يوضح كنه هذه المطالب، رغم أن مسؤولا آخر لم يفصح عن هويته، قال إن المسلحين قدموا مطالب من بينها أن تطلق الحكومة سراح مجموعة من المعتقلين في السجون الحكومية.
على صعيد متصل، أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان واشنطن تثق في سيطرة باكستان على اسلحتها النووية بالرغم من الهجوم الكبير الذي شنته حركة طالبان على المقر العام للجيش.
وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها البريطاني ديڤيد ميليباند «لدينا ثقة» في سيطرة الحكومة الباكستانية على برنامحها النووي رغم هجوم عناصر طالبان على مقر قيادة الجيش.
واضافت «لا نرى أي دليل على انهم يتجهون للسيطرة على الدولة» في اشارة الى طالبان.