في وقت غادر المبعوث الأميركي للشرق الاوسط السيناتور جورج ميتشل المنطقة دون تحقيق أي خرق لعملية السلام، وبعد زياراته المكوكية بين الاراضي الفلسطينية واسرائيل والقاهرة، يواصل الوضع الفلسطيني تأزمه بعد تداعيات تأجيل التصويت على تقرير غولدستون، بشكل يضع صلحا فلسطينيا كان مأمولا في الـ 26 من الشهر الجاري موضع شك، رغم أن مسؤولا في حركة فتح أعلن امس ان القيادة المصرية أبلغت المسؤولين في الحركة انها ستعرض صيغة اتفاق مصالحة بين الفلسطينيين لتوقيعها في الخامس عشر من أكتوبر الجاري.
بدوره أعلن عباس في خطاب وجهه للشعب الفلسطيني وبثته الفضائية الفلسطينية وفضائيات عربية أخرى مساء امس أنه أعطى توجيها للسفير الفلسطيني في جنيڤ للشروع في اتصالات مع الأطراف من أجل عرض التقرير مجددا في جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان من أجل محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي اتخذتها.
وقال عباس إن قرار تأجيل مناقشة «تقرير غولدستون» في مجلس حقوق الإنسان بجنيڤ جاء بناء على توافق واسع لمجموعات عربية وإسلامية ودولية «ولو أنكر بعضها ذلك». مؤكدا أن التأجيل جاء نتيجة لضغوط شرسة أرادت سحب مشروع القرار من مجلس حقوق الانسان وافراغه من مضمونه.
وقال: «عندما تحركنا في عواصم العالم لوقف العدوان الغاشم على شعبنا في غزة فقد شددنا على البعد غير المسبوق في الجرائم التي ارتكبت ضد مواطنينا ومنازلهم والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية ومنشآت الأمم المتحدة ونحن اول من بادر بالاتصال في المحكمة الجنائية الدولية».
وأضاف «لقد رحبنا بقرار تشكيل لجنة تحقيق برئاسة القاضي غولدستون وكنا سباقين في الترحيب بتوصيات اللجنة وعملنا على صياغة مشروع قرار بهذا الخصوص ليتم تقديمه الى مجلس حقوق الانسان عبر الدول الصديقة والشقيقة وبذلنا جهودا كثيفة وقمنا باتصالات مكثفة لقبول مشروع القرار وقوبل مشروع القرار بالتحفظ والرفض وعدم التبني بشكل واضح من قبل دول عديدة ورفضنا بشدة تعديلات وتحفظات على مشروع القرار قدمت من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول اخرى لان هذه التعديلات والتحفظات تخرج مشروع القرار من جدواه».
وقال: «لدينا الشجاعة للاعتراف بالخطأ إذا توصلت إليه لجنة التحقيق التي شكلناها».
وقال ان «دفاعنا عن المصالح العليا يستند الى استثمار كل فرصة ممكنة لتأييد الموقف الدولي وتفعيل دور الهيئات الدولية».
وفي موضوع عملية السلام أكد الرئيس الفلسطيني رفض السلطة الوطنية للدولة ذات الحدود المؤقتة مشددا على تمسك القيادة الفلسطينية بالوقف الكامل للاستيطان في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية والتحديد الواضح لمرجعية عملية السلام.
وأكد التمسك بـ «كل ذرة تراب بالقدس ودعم صمود أبنائنا» مشيرا الى انه لن يكون هناك أي اتفاق لا يتضمن إنهاء الاحتلال.
وقال «نتحدث اليوم ونحن في خضم استحقاقات حاسمة ومنذ شهور تتصاعد الممارسات الاحتلالية ضد القدس بتكثيف لم يحدث منذ عقود وأصبح هدم البيوت واحتلالها وتشريد أهلها ومصادرة الأراضي والبناء ممارسة يومية تنفذ برنامج التطهير العرقي وأصبح المسجد الأقصى أولى القبلتين هدفا ثابتا لحملة الاحتلال».
وقال ان «القدس هي بوابة ومفتاح السلام وان العبث بالمدينة المقدسة هو اذكاء لنار التوتر والحروب في العالم ونحيي أهالي المدينة المقدسة الذين يدافعون عن الأقصى».
وقال «نحن مصصمون على الدفاع عن القدس والأقصى و«القيامة» ولن يكون هناك اي اتفاق سلام يتضمن انهاء الاحتلال للقدس».