بيروت ـ اتحاد درويش
أجواء التفاؤل التي ظللت المشاورات الواسعة التي اجراها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري مع الكتل النيابية في قوى الاكثرية والاقلية، فتحت الطريق امام تذليل الصعوبات التي أعاقت عملية التأليف الأولى للحكومة، فالرئيس المكلف وسع اطار لقاءاته التي استغرقت الاسبوع، وهو ذاهب باتجاه استكمال البحث مع القوى المعنية توصلا الى حكومة وفاق وطني او صيغة اخرى اذا تعذر الحل.
هذه الاجواء التفاؤلية واكبتها تطورات ايجابية طرأت على العلاقة السعودية ـ السورية، ارخت بظلالها على الداخل اللبناني، لكن وعلى الرغم من الوقائع المستجدة بقيت عملية التأليف الحكومي تتحرك ببطء.
وفي هذا السياق لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة د.علي فياض الى الاجواء المناخية التي ترافق عملية التأليف، وأكد في حديث لـ «الأنباء» أن الابواب فتحت امام تشكيل الحكومة وان العجلة انطلقت في هذا الاتجاه، لكن لم يتم بلورة المخارج المشتركة للفرقاء المعنيين فيما يتعلق بالمعضلات التي كانت قائمة. واشار الى انه تم الاتفاق خلال الايام الماضية على ان يتم البحث عن مخارج مشتركة للتعقيدات القائمة، واعتبر ان هذا الموضوع تأثر بالمناخات الاقليمية الجديدة وتحديدا التي تتعلق بالاتصالات السعودية ـ السورية، والتي انعكست مرونة في اداء الرئيس المكلف مما حرك كل المناخ الذي احيط بتشكيل الحكومة، وأوضح ان عملية تأليف الحكومة باتت مسألة وقت.
وقال: «نحن من زاويتنا كنا نقول دائما إن المعارضة تملك زمام أمرها ولا تنتظر احدا وهي اطلقت مواقفها في مرحلتي التكليف الأولى والثانية ودعونا مرارا الى ان تكون ديناميات تشكيل الحكومة ديناميات لبنانية داخلية صرفا، لكن هذا لا ينفي قولنا بواقعية ان لبنان هو بلد شديد التأثر بالمعطيات الاقليمية سلبا أم ايجابا».
واضاف «ان ما حصل على صعيد المحادثات السعودية ـ السورية حفز ودفع اكثر الفرقاء الداخليين باتجاه البحث عن فهم مشترك للمعضلات القائمة»، واوضح ان ما يتم بحثه الآن هو مخارج لا تظهر احدا وكأنه الرابح والآخر وكأنه المهزوم، ولا تكون على حساب احد، انما ستتم بالتوازن والمسؤولية.
وردا على سؤال حول مسؤولية المعارضة عن منع الرئيس المكلف في المرحلة الأولى من تطبيق اتفاق 15 ـ 10 ـ 5، رفض تحميل المعارضة المسؤولية، مشيرا الى تباطؤ حصل في تشكيل الحكومة خلال الفترة الماضية، ولافتا الى ان المعارضة ابدت خشيتها من ان يكون هذا التباطؤ هو محاولة لتسيير الحكومة على قاعدة الرزنامة الاقليمية.
ورأى ان المناخ ايجابي ولا نريد ان نعكره بأي منحى نقدي، بل نريد ان نؤكد على ما قلناه مرارا اننا على استعداد لأن نبادل كل خطوة ايجابية بخطوتين ايجابيتين. وأوضح ان حزب الله أبلغ الرئيس المكلف في المشاورات الأخيرة بأن مواقف الحزب ستكون بنّاءة ومتعاونة وايجابية في سبيل البحث عن حل للمشكلة القائمة.