قال مسؤولون أميركيون امس إن وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) تعجل بتسليم الجيش الباكستاني عتادا عسكريا يحتاجه منذ فترة طويلة لاستخدامه في قتال المتشددين.
وأرسل عتاد ومهمات عسكرية بقيمة 200 مليون دولار إلى باكستان لكن المسؤولين أحجموا عن تقديم تفاصيل كاملة قائلين إن العديد من العتاد المتطور سري. وقالوا إن بعض البرامج واجهت معارضة من إسلام اباد التي لا تريد الظهور بمظهر المقرب من واشنطن.
ويهدف الدعم العسكري الأميركي الى مساعدة باكستان على شن هجوم كبير طال انتظاره على مقاتلي طالبان في معقلهم في وزيرستان الجنوبية على الحدود مع أفغانستان حيث تخوض قوات أميركية وقوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) حربا ضد تمرد حركة طالبان المتصاعد.
وقال المسؤولون إن المساعدات العسكرية المباشرة من الپنتاغون ستأتي اضافة الى العتاد الذي تتلقاه باكستان من خلال مشترياتها العادية من السلاح والتي تشرف عليها وزارة الخارجية الأميركية. ويقول المسؤولون إن هذه المشتريات تختلف من عام إلى آخر لكنها في العموم تقدر قيمتها نحو 300 مليون دولار سنويا.
ويثير موضوع مساعدات الحكومة الأميركية الكثير من الجدل في باكستان حيث تعلو مشاعر العداء للولايات المتحدة وقال المسؤولون إن إسلام آباد ألقت بالعقبات أمام بعض عروض الپنتاغون ومن بينها عرض لتوسيع التدريب على مكافحة التمرد لقوات فيلق الحدود.
وتأكيدا لهذه الحساسيات وقع الرئيس الأميركي باراك اوباما هذا الأسبوع تشريعا يمنح باكستان مساعدات غير عسكرية بقيمة 7.5 مليارات دولار على مدى 5 سنوات لكنه وقع التشريع خلف الأبواب المغلقة بعد أن قال منتقدون باكستانيون إن الشروط في القانون تنتهك سيادة باكستان.
ومع الإشارة إلى التعاون العسكري المتبادل بغرض التصدي للتهديد الذي يمثله المتشددون على الدولة المسلحة نوويا يقول المسؤولون إن العديد من كبار قادة الجيش الباكستاني يبقون تركيزهم الأكبر على توسيع قدرات باكستان التقليدية في مواجهة الهند الخصم القديم.
وقال أحد المسؤولين «الأمر مثير للإحباط..نريد أن نفعل اكثر».
وأعطى تمويل خاص لمكافحة التمرد وافق عليه الكونغرس في وقت سابق من هذا العام للپنتاغون السلطة للإسراع في توصيل العتاد للجيش الباكستاني.
ويقول مساعدون في الكونغرس إن عتادا ومهمات بقيمة 200 مليون دولار يمكن أن تصل إلى باكستان بشكل اسرع ربما في غضون 60 إلى 90 يوما لأن أكثرها ليس متطورا ويأتي من مخزونات متاحة بالفعل.
وعلى العكس من ذلك تأخر تسليم طائرات «إف ـ 16» المقاتلة لسنوات لأنها تعتمد على جدول زمني لخطوط إنتاجها.
وقال المسؤولون إن عتادا آخر بقيمة 200 مليون دولار تبقى متاحة لباكستان من العام المالي 2009 الذي انتهى في 30 سبتمبر ويخطط الپنتاغون لمضاعفة مقدار المساعدات العسكرية المباشرة للعام المالي 2010 لتصل إلى 700 مليون دولار.
وتضمنت شحنات العتاد في الأشهر الأخيرة مئات من أجهزة الرؤية الليلية ومناظير ليلية ونهارية مقربة للبنادق وأجهزة اتصال لتحسين الاتصال وآلاف من السترات الواقية من الرصاص. وقال المسؤولون إن المركبات المدرعة والمناسبة لكل التضاريس هي من الأولويات.
وطلبت باكستان أسلحة دقيقة التوجيه وطائرات من دون طيار وهي الطائرات التي أدى تزايد استخدام وكالة المخابرات المركزية الأميركية لها في هجماتها على أهداف للقاعدة وطالبان في مناطق قبلية في باكستان إلى تصاعد مشاعر العداء للولايات المتحدة.
ورفض المسؤولون في الپنتاغون الكشف عن قائمة المعدات العسكرية المسموحة لباكستان كما رفضوا التعليق على طلب باكستان للطائرات من دون طيار.