ضربة نوعية تلقاها الحرس الثوري الايراني امس عندما اقدم رجل على تفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه وسط حشد من زعماء القبائل وقادة الحرس الثوري في محافظة سيستان ـ بلوشستان، أوقع مالايقل عن 30 قتيلا بينهم ستة من قادة الحرس الثوري الايراني.
وفي تفاصيل الحادث، وقع الهجوم عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي في مدينة سرباز على الحدود مع باكستان فيما كان قادة الحرس الثوري يشاركون في ملتقى مع زعماء العشائر السنية والشيعية في المحافظة بهدف تعزيز «الوحدة بين الشيعة والسنة» كما ذكرت وكالة انباء فارس.
وافادت الوكالة ان «في هذا العمل الارهابي قتل الجنرال نورعلي شوشتاري نائب قائد سلاح البر في الحرس الثوري والجنرال محمد زاده قائد الحرس الثوري في محافظة سيستان ـ بلوشستان، وقائد الحرس الثوري في مدينة ايرانشهر وقائد وحدة امير المؤمنين».
وفيما اتهم الحرس الثوري على الفور «قوى الاستكبار العالمية بتحريض عناصر لحسابها» لارتكاب هذا الهجوم، قال التلفزيون الإيراني إن جماعة للمتمردين السنة أعلنت مسؤوليتها عن العملية.
وأضاف نقلا عن المجلس الأعلى للأمن القومي أن 30 قتلوا في الهجوم كما أصيب 82 شخصا.
وتابع مشيرا إلى عبد الملك ريغي زعيم جماعة جند الله «جماعة ريغي الارهابية أعلنت المسؤولية عن الهجوم».
من جهتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) أن هجوما انتحاريا وقع صباح أمس في محافظة سيستان وبلوشستان المتاخمة للحدود مع باكستان وأسفر عن مقتل وجرح 60 شخصا على الاقل.
وأكد التلفزيون الايراني الرسمي مقتل ستة من قادة الحرس الثوري وعدد من شيوخ القبائل.
وأوضحت إرنا أن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا استهدف عددا من قادة الحرس الثوري لدى وصولهم للمشاركة في ملتقى للقبائل بمنطقة بيشين الواقعة بين مدينتي سرباز وجابهار جنوبي المحافظة بهدف التحضير لمؤتمر الوحدة بين القبائل السنية والشيعية في البلاد.
على صعيد متصل نقل التلفزيون الإيراني عن مصادر مطلعة قولها إن بريطانيا ضالعة بشكل مباشر في الهجــوم وذكر التلفزيون «قالت بعض المصادر المطلعة أن الحكومــة البريطانية ضالعة بشكل مباشر في الهجوم الإرهابي بتنظيــم وتقديم معدات واستخــدام إرهابيين محترفين».
وقال تقرير التلفزيون إن محللين يعتقدون أن الهدف من الهجوم كان «إعادة توجيه» أجزاء من مشاكل الغرب في أفغانستان عبر الحدود إلى إيران.
لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية في لندن نفى التصريحات الإيرانية وأصدر بيانا قال فيه «تدين الحكومة البريطانية الهجوم الإرهابي في إقليم سيستان بلوشستان في إيران والخسارة الفادحة في الأرواح الناجمة عنه.
«الإرهاب مكروه في أي مكان يحدث به، تعاطفنا مع من قتلــوا في الهجوم ومع عائلاتهم».
بدوره اتهم رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاعتداء، وقال «نعتبر الهجوم الارهابي الاخير نتيجة لاعمال الولايات المتحدة، انه دليل علـــى عداء اميركا لبلادنا».
واضاف ان الرئيس الاميركــي باراك «اوباما قال انه سيمــد يــده الى ايران لكن مع هــذا العمل الارهابي لقد احرق يــده».
الى ذلك رفضت باكستان تصريحا للسفير الايراني في اسلام اباد عن وجود رئيس جماعة جند الله في باكستان، ووصفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية هذا القول بأنه خاطئ.
من جانبه دان البيت الابيض الاعتداء الدموي، رافضا اتهامات طهران التي حملت الولايات المتحدة مسؤولية هذا الهجوم.