عواصم ـ هدى العبود
وسط انتقادات مصرية عنيفة لحركة المقاومة الاسلامية حماس لامتناعها عن توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في الموعد المحدد واتهمتها بعدم «سلامة النية» وبتنفيذ «اجندات خاصة»، قال مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس اسامة حمدان ان الورقة المصرية الجديدة تحمل اضافات وتعديلات لم تكن موجودة مسبقا وتمت اضافتها الى الورقة التي بحثتها الحركة واعلنت عزمها الموافقة عليها.
إلا ان السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية اكد أن ورقة المصالحة التي قدمتها القاهرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني مطروحة للتوقيع وليس للتفاوض مشيرا إلى أنه منذ الحديث عن «تقرير غولدستون» وهناك شكل من أشكال التراجع عن التوقيع من جانب حركة حماس.
وقال «كما حدث في الماضي نلاحظ وجود تراجع إلى الخلف بدلا من أن يكون هناك تقدم إلى الامام، كان المأمول أن يتم التوقيع على ورقة المصالحة خلال هذا الشهر ولكن رأينا التداعيات التي حدثت في أعقاب موضوع تقرير غولدستون».
وأضاف زكي ـ في تصريح خاص لقناة «الجزيرة» الفضائية مساء امس الاول ـ نستمع الآن إلى كلام جديد من حماس بأن مصر قدمت ورقة لم يتم الاتفاق عليها، وهذا كلام لا اعتقد أن فيه أي شيء من الصحة لان الورقة المقدمة من مصر هي خلاصة الحوارات والاتفاقات التي تمت مع جميع الفصائل الفلسطينية وبموافقتهم، والورقة مطروحة للتوقيع وليس للتفاوض».
من جهتها، نقلت صحيفة الاهرام شبه الرسمية عن «مصدر مصري مسؤول» ان «مصر فوجئت بحماس تسوق الذرائع بهدف التسويف» والتهرب من المصالحة.
وقال المصدر المصري انه «عندما وصلنا الى لحظة انهاء الانقسام (على الساحة الفلسطينية) وتوقيع الاتفاق في 25 اكتوبر الجاري فوجئت مصر بأن حركة حماس بدأت تسوق الذرائع وكلها تصب في اتجاه واحد وهو التسويف والمماطلة وعدم قدرة الحركة على الحضور الى القاهرة في الموعد المحدد بدعوى موقف السلطة الفلسطينية من تأجيل تقرير غولدستون الذي ادانته حركة حماس نفسها بعد صدوره».
في المقابل قال المتحدث باسم حكومة حماس المقالة في غزة طاهر النونو امس انه «تم تأجيل زيارة وفد حماس القيادي للقاهرة بسبب وجود الوزير عمر سليمان (مدير المخابرات العامة المصرية) في زيارة خارج مصر».
واشار الى ان «اتصالات تجري من اجل تحديد موعد آخر». إلا أن المسؤول عن العلاقات الدولية في حركة حماس موسى أبو مرزوق قال إن الحركة تحتاج إلى الحصول على توضيحات لعدد من النقاط الواردة في الورقة، وبالتالي فهي لن توقع عليها قبل الحصول على تلك التوضيحات.
بيد ان السلطة الفلسطينية اعلنت رفضها المسبق لأي تغييرات أو تعديلات على ورقة المصالحة الوطنية الفلسطينية، واتهم رئيسها محمود عباس حركة حماس بقبول خيار قيام دولة ذات حدود مؤقتة.
وقد أعلن عباس أنه سيدعو لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الخامس والعشرين من يناير المقبل أي في موعدها الدستوري واتهم حركة حماس بالتهرب من المصالحة الفلسطينية.
من جهته، أكد أمين سر اللجنة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني خالد عبدالمجيد أن الاتصالات قائمة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والقيادة المصرية خاصة فيما يتعلق بموضوع المصالحة الوطنية الفلسطينية وضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وقال عبدالمجيد في تصريح لـ «الأنباء» أمس إن لجنة المتابعة اجتمعت اول من امس لمناقشة التعديلات والملاحظات من قبل حماس والفصائل الفلسطينية على الورقة المصرية والتي من المتوقع أن يحملها وفد من حركة حماس إلى القاهرة في غضون الأسبوع الجاري.