- طائرة إسرائيلية تفجر جهازي تجسس خوفاً من كشفهما والجيش اللبناني يدمر ثالثاً في الجنوب
بيروت ـ عمر حبنجر
تنهي الرياح الخماسينية زيارتها الحارة الى لبنان اليوم، مفسحة المجال لحلول طقس سياسي معتدل، يقود الى احتمال ولادة حكومية وحدة وطنية في اواخر الاسبوع المقبل مع عودة الرئيس ميشال سليمان من اسبانيا التي غادر اليها امس.
وواكب هذه الانطباعات ما نسب الى رئيس وزراء اسبانيا خوسيه ثاباتيرو قوله في بيروت من ان دمشق تتوقع تشكيل الحكومة اللبنانية في غضون عشرة ايام اعتبارا من يوم الخميس الماضي.
وبالطبع هذه الاجواء التفاؤلية ستكون عرضة للاختبار خلال الايام القليلة المقبلة، وهي بمعظمها ذات منشأ أقلوي تقابله الاكثرية الداعمة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بصمت حذر، لا بل ان الامانة العامة لـ 14 آذار كانت عقدت العزم على اصدار بيان قاسي اللهجة في اجتماعها الدوري الاربعاء الماضي، لكن الرئيس المكلف رغب في اعطاء فسحة من الوقت لاختبار جدية تجاوب العماد ميشال عون مع طروحاته بالتمني على الامانة العامة لــ 14 آذار صرف النظر عن اجتماع الاربعاء، وبالتالي عن اصدار البيان، لكنه عاد وترك للامانة العامة التصرف كما تشاء وفق ما تناهى لـ «الأنباء» اثر شعوره بعودة الاقلية الى سياسة المماطلة في مجال اختيار الحقائب الوزارية، وعلى هذا سيكون يوم الاربعاء المقبل حاسما على صعيد التثبت من اتجاهات الرياح الحكومية، عبر المواقف المنتظرة من أمانة 14 آذار، فاما الحاق الاجتماع الدوري بسالفه، واما انعقاده وصدور بيان من نار، كما قال المصدر الاكثري لـ «الأنباء».
وفي غمرة انشغال اللبنانيين بالجدل البيزنطي الذي دخل شهره الخامس حول حكومة لم يكتب لها ان ترى النور بعد، يبقى الخطر الرابض على الحدود الجنوبية متربصا بأمن لبنان ومهددا بتفجيره في أي وقت فقد سجلت ثلاثة انفجارات وقعت في منطقة جنوب الليطاني الليل الفائت وصباح امس، وسط غموض يلف تداعياتها وحصل الانفجار الاول في منطقة «وادي العنق» الواقع بين بلدتي حولا وميس الجبل، وهي منطقة وعرة جدا.
وذكرت مصادر من المنطقة ان سبب الانفجار يعود لاكتشاف خرق ما حصل على شبكة الاتصالات التابعة للمقاومة والتي تمر في المنطقة المذكورة بعدما اكتشفت فرقة الصيانة التابعة لحزب الله وجود «كيبلين» تم وصلهما بالشبكة بطول نحو 50 مترا مقابل موقع العباد الاسرائيلي.
وتبين ان احد «الكيبلين» موصول الى جهاز تنصت، والكيبل الآخر يستخدم للبث.
وشهدت المنطقة انتشارا كثيفا للجيش اللبناني والقوات الدولية التي عززت مواقعها في المنطقة، فيما لم تغب طائرات الاستكشاف الاسرائيلية التي تعمل من دون طيار.
وقبل ظهر امس حلق الطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء المنطقة وتصدى له الجيش اللبناني بالمضادات الارضية.
ولاحقا نقلت «اذاعة النور» الناطقة بلسان حزب الله «ان الجيش اللبناني في الجنوب فجر جهاز تنصت اسرائيليا زرعه الاحتلال في وادي حولا ـ ميس الجبل.
واضاف مراسل الإذاعة ان طائرة اسرائيلية دون طيار عمدت الى تفجير جهازي التنصت عندما علمت بكشفهما.
وظهر امس اعلن عن عثور الجيش والقوات الدولية على جهاز تنصت ثالث في ذات المنطقة، حيث قام الجيش اللبناني بتفجيره هذه المرة.
من جهتها قالت المتحدثة باسم اليونيفيل ياسمينا بوزيان انه «لا معلومات محددة لديها عما جرى»، مشيرة الى ان القوات الدولية موجودة على الارض في مكان الحادث.
من جهة ثانية، اكد مصدر عسكري ان الجيش اللبناني اطلق النار من مضادات ارضية في اتجاه «طائرة استطلاع اسرائيلية من طراز (ام ك) انتهكت الاجواء اللبنانية وكانت تحلق فوق منطقة بنت جبيل الجنوبية» قبل ظهر أمس.
واوضح المصدر ان «الجيش اطلق النار لان الطائرة كانت ضمن المدى الذي تطوله مضاداته»، وانه عادة يمتنع عن اطلاق النار اذا كانت الطائرات الاسرائيلية تحلق على ارتفاع عال.
سليمان: الجو بات أفضل
وبالعودة إلى السجال الحكومي فإن الرئيس سليمان، اشار بعد لقائه الرئيس المكلف سعد الحريري امس الأول الى ان الجو بات افضل، بل جيدا وايجابيا. وكان الرئيس سليمان دعا في افتتاح مؤتمر اللامركزية في الشرق الاوسط في طرابلس الى الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية لا حصص فيها. وقال إن اللامركزية الادارية كانت عنوانا من عناوين خطاب القسم، ويجب ان تكون بندا اساسيا من بنود البيان الوزاري للحكومة العتيدة. بدوره، الرئيس المكلف قال بعد لقائه الرئيس سليمان ان الجو إيجابي بحمد الله وكل الامور تتقدم والجميع يريد ان تولد الحكومة في اسرع وقت، وان شاء الله نستكمل الاتصالات، وسيكون لها استكمال خلال الايام الاربعة المقبلة آملا في انفراج ما في وقت قريب للغاية. وقال: هناك امور لم يكن العماد عون يعرفها عنا وامور لم نكن نعرفها نحن عنه.
بري يرد التحية بمثلها
الرئيس نبيه بري رد التحية للإشارة الصادرة عن الحريري في بعبدا، بالقول: أخال صوت مؤذن الحكومة سعد الحريري سيفُك صيامي عن الكلام قريبا كما لمست اليوم، وتصريحه في بعبدا خير دليل على ذلك.
وفي كلمته بافتتاح مكتبة الشيخ بهاء الدين العاملي في مجمع الصادق على طريق مطار بيروت اعتبر بري ان قمة دمشق تؤسس لبناء الثقة في العلاقات العربية ـ العربية. ودعا الى الحفاظ على لبنان كضرورة لبنانية وعربية ودولية، والى حماية الجنوب وقال: الذي لا يحمي حدوده لا يحمي عاصمته ابدا، وبالتالي الحفاظ على المقاومة وعلى جيشنا الوطني، مؤكدا على حق المقاومة اللبنانية والفلسطينية. قناة «المنار» التابعة لحزب الله توقفت امام اشارة الرئيس بري بعزمه فك صيامه عن الكلام الحكومي، وقالت ان هذا نابع من اشارات قد تكون وصلته، ومنها ان الرئيس المكلف قدم صيغا جديدا الى العماد ميشال عون في لقائهما أول من امس، قابلة للنقاش، ولكن بثها يحتاج الى المزيد من المشاورات، التي ستتم الى حين عودة الرئيس سليمان من إسبانيا.