قال مسؤولون أمنيون إن مقاتلين تابعين لحركة طالبان هاجموا القوات الباكستانية واستعادوا بلدة استراتيجية امس في الطريق إلى وزيرستان الجنوبية معقل المتشددين في باكستان.
وأضاف المسؤولون أن القوات الحكومية كانت سيطرت على بلدة كوتكاي الصغيرة مسقط رأس زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود في قتال مساء أمس الاول إلا أن المتشددين شنوا هجوما مضادا امس واستعادوا البلدة الواقعة في منطقة وزيرستان الجنوبية النائية الوعرة المعقل العالمي للمتشددين حيث تتابع الولايات المتحدة وقوى التحالف في أفغانستان الهجوم عن كثب، وذكر مسؤول استخبارات أن طائرات قصفت مواقع لطالبان في كوتكاي وحولها بعد الهجوم المضاد الذي شنه المتشددون.
وكوتكاي هي موطن قاري حسين محسود القائد الكبير في حركة طالبان المعروف «بمرشد المفجرين الانتحاريين» وهي بوابة مؤدية إلى معقل للمتشددين في بلدة ساراجوها، ولا يتسنى الحصول على تأكيد مستقل لتقارير من منطقة المعركة إذ لا يسمح للصحافيين الأجانب بدخول المنطقة، وغادر العديد من الصحافيين الباكستانيين المتمركزين في وزيرستان الجنوبية المنطقة.
من جهة اخرى ذكر مسؤولون عسكريون ان 20 متمردا و4 جنود قتلوا امس في اليوم الرابع من العملية العسكرية على وزيرستان الجنوبية، وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان «الاشتباكات العنيفة بين قوى الامن والمتمردين استمرت طيلة الليل (امس الاول) وادت الى مقتل 20 متمردا اسلاميا و4 جنود».
وقال مسؤولون عسكريون ومحللون إن القوات واجهت مقاومة أقل مما كانت تتوقع إلا أن القتال سيشتد على الأرجح عندما يقترب الجنود من ملاذات المتشددين في الجبال التي تغطيها الأحراج.
ويقاتل نحو 28 ألف جندي ما يقدر بنحو عشرة آلاف من مقاتلي طالبان ومنهم نحو ألف من المقاتلين الأوزبك الأشداء وبعض أعضاء تنظيم القاعدة من العرب. من جهة اخرى ذكر مسؤلون أن 4 أشخاص بينهم طالبتان لقوا حتفهم امس في انفجارين متزامنين في «الجامعة الاسلامية العالمية» بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد. ووقعت الانفجارات المتلاحقة داخل كافيتريا للنساء وداخل مبنى أكاديمي للرجال في الجامعة التي تضم أقساما منفصلة للطلبة والطالبات الذين من بينهم أجانب.
ونقل ما يصل إلى 20 ضحية أغلبهم من الفتيات إلى معهد العلوم الطبية الباكستاني، حيث وصف الاطباء حالة خمس ضحايا بالخطيرة.
وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمان مالك للصحافيين خارج المستشفى الذي نقل إليه الضحايا: «هناك طالبتان بين القتلى الستة الذين راحوا ضحية الهجوم، بالاضافة إلى بالغين والانتحاريين الاثنين». وكانت الكثير عن المعاهد التعليمية في أنحاء باكستان أغلقت أبوابها بشكل مؤقت في مطلع الاسبوع الجاري، بسبب ما تردد من احتمال وقوع هجمات إرهابية. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، إلا أن الشبهات تدور حول تورط جماعة طالبان في الحادث.