أحمد صبري
كأن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كانت تتنبأ بأحداث لندن الارهابية التي حدثت قبل 3 أيام، بقولها العام الماضي عندما كانت وزيرة للداخلية إن العلاقة المخابراتية الوثيقة بين بريطانيا والولايات المتحدة «لا تعني أننا سنكون آمنين (خارج الاتحاد الأوروبي) كما لو أننا بقينا فيه».
ووجود بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي تجعلها مطمئنة إلى حد كبير نظرا لاعتمادها في الشؤون الامنية على وكالة شرطة الاتحاد الأوروبي (يوروبول) الذي تأسس في 1998 للمساعدة في مكافحة الجريمة المنظمة والجرائم الإلكترونية والجماعات المتشددة عبر الحدود، لكن وحسب مسؤولين سابقين فإن الخروج من «يوروبول» سيجعل بريطانيا أكثر اعتمادا على الروابط الفردية مع كل من الحكومات الـ27 الأخرى في «الأوروبي»، وهذا قد يبعدها فراسخ عن الاطمئنان.
وإلى جانب «يوروبول» تشارك بريطانيا أيضا في بروتوكولات لتبادل معلومات المخابرات منبثقة عن اتفاقية شنغن وفي اتفاق لتبادل بيانات ركاب الطائرات بين أجهزة الأمن في الاتحاد الأوروبي.
ورغم ان لبريطانيا بالفعل اتفاقات أمنية ثنائية إضافية مع قرينتيها في الاتحاد الأوروبي فرنسا وألمانيا وأيضا اتفاق «العيون الخمس» القائم منذ وقت طويل لتبادل معلومات المخابرات مع الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، فإن البريطاني كلود مواريس الذي يرأس لجنة الحرية والعدالة والشؤون الداخلية بالبرلمان الأوروبي قد حذر من أن المخاطر كبيرة بالنسبة لبريطانيا عقب خروجها من «يوربول»، مضيفا «نحن بحاجة لأن يكون لدينا نقاش أكثر قوة بشأن ما نحن بصدد أن نفقده».
ويرجح الخبراء ان الحدث الارهابي الذي هز لندن هو الدافع وراء تأكيد ماي بأنها تريد الحفاظ على علاقة وثيقة مع الاتحاد في الأمن والدفاع، وقد قابلها الاتحاد بالتعبير عن مشاعر مماثلة لكن التوتر بينهما.. واضح، ونراه في رفض الديبلوماسيين بـ«الأوروبي» مناقشة مستقبل التعاون الدفاعي والأمني مع بريطانيا إلى أن تفعل لندن رسميا إجراءات الخروج.
لهذا على بريطانيا ان تتذكر ان التفاوض على اتفاقيات التعاون بين «يوروبول» ودول ليست أعضاء بالاتحاد الأوروبي مثل روسيا وتركيا وأوكرانيا استغرق سنوات، وهذا معناه ان اتفاقها الامني مع «الاوروبي» لن يتم بين عشية وضحاها، بل إنها ستعيش المعاناة حتى إقراره، كما ان هناك حدودا لما يمكن تبادله من معلــومات، فــي النهاية الأمر ليس سهلا!