تعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نكسة سياسية مؤلمة عندما أفشل نواب جمهوريون جهوده لإلغاء نظام «أوباماكير» الصحي فيما يشكل فشلا جديدا في سلسلة النكسات التي تتعرض لها إدارته منذ توليها الحكم قبل شهرين.
فبعد تسعة اسابيع من وصوله الى السلطة، فشل الرئيس الأميركي الخامس والاربعون في تحقيق وعدين كبيرين أطلقهما خلال حملته الانتخابية هما: إغلاق الحدود أمام اللاجئين وإلغاء نظام «أوباماكير» الصحي.
واضطر ترامب، امس الاول، إلى سحب مشروع القانون الجمهوري المتعلق بالرعاية الصحية قبل التصويت عليه بقليل، مما عرقل تحقيق وعده الرئيسي خلال حملته الانتخابية بتفكيك نظام سلفه للرعاية الصحية «أوباماكير».
وخطته الهادفة إلى خلق تنافسية بين شركات التأمين الصحي وخفض كلفة الأقساط لمعظم الأميركيين كانت لتقلل بشكل كبير من نسبة المساعدات الحكومية المقدمة للأشخاص الذين لا يوفر لهم أرباب عملهم تغطية صحية.
وبحسب التقديرات، كانت ستؤدي إلى فقدان نحو 14 مليون شخص للتغطية الصحية بدءا من الأسبوع المقبل.
وكان ترامب رمى بكل ثقله خلف الخطة إلا أنه وضع سمعته على المحك كشخص قادر على إبرام الصفقات من خلال الخطة.
وسارع الرئيس الأميركي للقول إنه سيوجه جهوده الآن على مسألة الإصلاحات الضريبية، وهو هدف آخر للجمهوريين.
وذكر ترامب في تصريحات بالمكتب البيضاوي بعد الانتكاسة السياسية القوية ان مسعى الرعاية الصحية كان ضحية لمعارضة شرسة من الديمقراطيين وأن أي تشريع خاص بالرعاية الصحية في المستقبل سيتطلب على الأرجح دعمهم.
وقال إنه أصيب بالدهشة وبخيبة أمل للمعارضة التي أبداها تكتل الحرية المؤلف من مجموعة من المحافظين منعت الجمهوريين من استغلال أغلبيتهم بالمجلس في تمرير التشريع.
وجاءت هذه النكسة الجديدة لترامب، بعد فشله في فرض حظر على دخول الولايات المتحدة، حيث كان قد أصدر بعد أسبوع فقط على تنصيبه، أمرا تنفيذيا يمنع المسافرين من سبع دول غالبية مواطنيها من المسلمين، إضافة إلى جميع اللاجئين من دخول الولايات المتحدة لفترة معينة.
وأحدث القرار الذي تم الكشف عنه دون إنذار مسبق فوضى ولغطا وأثار الغضب حول العالم، لكن محكمة فيدرالية في ولاية واشنطن علقت العمل به، معتبرة انه ينتهك الدستور الأميركي الذي يمنع التمييز على أساس الدين، فيما شكل أول نكسة مهينة لترامب.
وبعدما أيدت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو تعليق العمل بالمرسوم، أصدرت الإدارة قرار حظر جديد اعتبرت أنه أكثر التزاما بالقانون. ونص المرسوم الجديد على إغلاق حدود الولايات المتحدة أمام مواطني إيران وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن لمدة 90 يوما، وأمام جميع اللاجئين لمدة 120 يوما. وعلى خلاف الحظر الأول، استثني العراق من الصيغة المعدلة للقرار.
ورغم ان المرسوم لا يسمي المسلمين إلا أن المحاكم أيدت الادعاءات التي تفيد بأن تصريحات ترامب، خلال حملته الانتخابية العام الماضي بأنه سيفتتح فترته الرئاسية بمنع دخول المسلمين، كانت كافية لتحديد الهدف من قراره.
كما ان هناك أربعة تحقيقات على الأقل تجريها لجان في الكونغرس للنظر في مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية.
ويشير الديموقراطيون إلى أن تدخل الكرملين في الحملة الانتخابية عبر اختراق رسائل البريد الإلكتروني التابعة لحزبهم، حيث تم تسريب عدد منها لاحقا، ساهمت في خسارة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وزادت الشكوك حول البيت الأبيض الشهر الماضي مع استقالة مستشار ترامب للأمن القومي، مايكل فلين، بعدما اعترف بأنه ضلل الإدارة بشأن لقائه مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك قبل تسلمه منصبه.
أما وزير العدل جيف سيشنز فابتعد لاحقا عن أي استجوابات متعلقة بروسيا بعدما تم الكشف أنه التقى كيسلياك كذلك قبل وصول ترامب إلى السلطة، وهو ما يتعارض مع شهادته التي أدلى بها خلال جلسة تثبيته.
وستعقد لجان مجلسي النواب والشيوخ الاستخباراتية المزيد من الجلسات العلنية في هذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة.