بيروت ـ عمر حبنجر
مع كل بداية اسبوع يلتقي فريقا الموالاة والمعارضة في لبنان على الإيحاء بأن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة على صعيد تشكيل الحكومة.
وبداية هذا الأسبوع كبدايات معظم الأسابيع العابرة في نفق التشكيل الحكومي، وأوحت للطرفين بأن باب الفرج قريب، استنادا الى اللقاءات الاخيرة، خصوصا بين الرئيس المكلف سعد الحريري والعماد ميشال عون، والى ان المفاوضات والنقاشات توصلت الى حصر التجاذب حول مثلث وزارات الاتصالات والعدل والطاقة، التي يصر العماد عون على واحدة من الثلاث مقابل تخلي كتلته عن وزارة الاتصالات، وهي وزارة العدل التي تتمسك بها القوات والكتائب، فيما تبقى وزارة الطاقة بيد ممثل حزب الله في الحكومة.
وتقول مصادر كتلة عون انه لبث منذ مساء الاحد ينتظر جواب رئيس الحكومة المكلف على طروحاته في لقاء الرابية، بينما تقول مصادر الأكثرية ان الرئيس المكلف هو من ينتظر جواب عون على العروض التي قدمها هو اليه.
وكان الحريري عرض على عون وزارات التربية والطاقة والشؤون الاجتماعية والمهجرين، لكن عون لمح الى انه اذا كانت الاكثرية ترفض التنازل عن وزارة العدل وترفض احتفاظ «التغيير والاصلاح» بوزارة الاتصالات، فإنه لن يقبل بأي حقيبة اقل من وزارة الأشغال.
وقد انتقل الحريري الى منزل عضو كتلته نائب رئيس المجلس فريد مكاري القريب من منزل عون في الرابية ومنه اتصل بالنائب وليد جنبلاط المتمسك بوزارة الأشغال التي يديرها الوزير غازي العريضي بجدارة، لكن جنبلاط رفض التخلي عن هذه الوزارة.
سليمان: ظروفنا السياسية تحل قريبا
في غضون ذلك، اكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال زيارته معرض الكتاب الفرانكوفوني، في قاعة «بيال» ان المشاكل السياسية ستحل قريبا.
واضاف: ظروفنا سياسية بسيطة انما لبنان الديموقراطية، لبنان التعايش ولبنان التنوع الجغرافي والحضاري والشعبي، هو الأساس.
اما السياسة، فقال الرئيس سليمان ليست مشكلة انها تروح وتجيء.
حبيش: الحريري لن يقدم تشكيلة لترفض
غير ان النائب هادي حبيش (المستقبل) حث رئيس الجمهورية على وضع سقف زمني محدد لكل الفرقاء بهدف تشكيل الحكومة، مؤكدا ان الرئيس المكلف لن يقدم تشكيلة لترفض لاحقا.
وقال: اذا بقي رئيس الجمهورية منتظرا، فإن كل الفرقاء الذين يعرقلون تشكيل الحكومة، يمضون في العرقلة الى ما لا نهاية.
لكن النائب مروان فارس عضو كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي توقع اعتذارا ثانيا وثالثا ورابعا من الرئيس المكلف».
النائب فارس اعتبر ان اميركا هي وراء تعطيل عملية تشكيل الحكومة، وتريد استبعاد حزب الله عن الحكومة، المتحالف مع التيار الوطني الحر.
وقال ان المصالحة بين الحزب القومي والحزب التقدمي الاشتراكي من شأنها تعزيز موقف جنبلاط خارج الأكثرية، لاسيما ان جنبلاط ترك مواقع الموالاة ولا علاقة له بها إلا ما يجمعه مع الحريري.
تحرك بري
إلى ذلك، ينتظر ان يباشر رئيس مجلس النواب اتصالات هادفة الى توسيع دائرة الخيارات، اذا بقيت العقبات في محلها.
زوار بري نقلوا استياءه مما وصلت اليه الأمور من ترهل وتضييع للوقت في متاهات تأليف الحكومة فيما المنطقة من حولنا تغلي والقضايا الداخلية لم تعد تحتمل الانتظار، وان بري يعتقد ان مجلس النواب من اكبر ضحايا التأخير الحاصل في تأليف الحكومة، حيث مضى حتى الآن خمسة أشهر على انتخاب المجلس من دون ان يستطيع ان يفعل شيئا بسبب غياب الحكومة الاصيلة، وفي رأيه ان العقدة المعرقلة هي داخلية بامتياز وان المطلوب لمواجهتها هو الابتكار والابداع في ايجاد الحلول الوزارية المناسبة.
الخليل: بري قلق
بدوره، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل قال ان القلق لدى الرئيس نبيه بري يتنامى بشكل كبير، وهو غير راض عن هذه المراوحة والتأجيل والتسويف.
الخليل وفي تصريح له امس قال ان رئيس المجلس سيسعى جاهدا لتشكيل الحكومة، مشيرا الى ان اقتراحات بري هي ملك له.
جنبلاط متمسك بوزارة الأشغال
النائب جنبلاط ابلغ مستقبليه في بلدة «معصريتي» يوم الاحد، ان هناك من يقترح عليه الموافقة على اسناد الاتصالات الى اللقاء النيابي الديموقراطي لقاء تخليه عن وزارة الاشغال لعون، ونقل الحاضرون عن جنبلاط انه لا يحبذ تسليم وزارة الاتصالات الى كتلته، وانه لايزال متمسكا بوزارة الاشغال كونها حقيبة خدماتية بامتياز، وانه لا يريد اقحام حزبه في متاهات وزارة الاتصالات.
وكان قد تردد ان حقيبة وزارة العدل ستذهب الى النائب بطرس حرب، غير ان حرب نفى أن يكون في وارد بازار مع «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب وسائر قوى الاكثرية. كما نفى وجود سباق بين الاكثرية على حقيبة العدل أو اي حقيبة اخرى.
الجميل: لا حل ملموساً
لكن رئيس حزب الكتائب أمين الجميل لا يرى حلا ملموسا على الارض لموضوع الحكومة، حتى اللحظة.
وقال في تصريح له امس: أخشى ما أخشاه بعد كل هذه المماطلة وهذا التحرك، ألا نرى جديدا، واعتبر ان تعطيل تشكيل الحكومة خطير جدا، لقد تجاوزنا الأزمة الحكومية الى أزمة الحكم وأزمة المؤسسات.
صقر: الحل قريب
وعلى عكس الجميل، فإن النائب في كتلة «لبنان اولا» عقاب صقر توقع، بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير، ولادة حكومة طبيعية خلال اسبوع، لكن بعده قال صقر: ستكون الولادة قيصرية.
واعتبر صقر ان زيادة عمر التعطيل سيقصر من عمر لبنان.
باسيل: مهرنا غالٍ
وزير الاتصالات جبران باسيل عكس موقفا متشددا في حديث لـ «السفير» بالقول: ان مهرنا غال.
واضاف: نحن الموارنة والتيار الوطني الحر لا نحتمل زيجتين.
بدوره الوزير ماريو عون، عضو التيار الوطني الحر لفت عبر اذاعة «صوت لبنان» الى امكانية التخلي عن وزارة الاتصالات مقابل ارضاء التيار الوطني الحر بوزارة المالية مثلا أو الداخلية. وقال: الكتل النيابية الاخرى حافظت على الحقائب التي بيدها، والمطلوب من التيار وحده ان يتنازل عن حقائبه. واضاف ان العماد عون ينتظر رد الرئيس المكلف على طروحاته الاخيرة، وهذا الرد لم يصل يوم الاحد، وأنا أتوقع حلولا خلال ايام.
تعطيل معلل
غير ان النائب رياض رحال (لبنان أولا) يأمل ان يختم هذا الاسبوع على حكومة.
وعن الصيغ المطروحة لإرضاء العماد عون قال: لقد عرضت عليه وزارات الاشغال والتربية والعمل والثقافة اضافة الى وزير دولة، ولا أدري اذا كان المطلوب اكثر من ذلك.
وحول طرح الوزير ماريو عون حقيبة سيادية كالمالية، أو الاشغال والعدل معا، مقابل وزارة الاتصالات قال النائب رحال: ان هذا تعطيل معلل، هل نعطل البلد من خلال تعطيل الحكومة من اجل وزارة معينة؟ انا أشك في وجود خلفية خارجية وراء هذا الموقف.