أكد وزير الخارجية الإيراني منوچهر متكي أمس أن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية واصل تفتيش موقع «فوردو» النووي الجديد.
وقال متكي للصحافيين في طهران: «عملية التفتيش في فوردو تجري وفقا لما هو مقرر وليس لدينا مشكلة في هذا».
ووفقا لوكالة أنباء «مهر» الإيرانية فقد تفقد الفريق أمس موقع فوردو قرب قم ومن المقرر أن يجري المزيد من عمليات التفتيش اليوم.
وعلى صعيد متصل، أوضح متكي أن إيران تعكف على دراسة مسودة اتفاق تبادل اليورانيوم مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا التي اعلن عنها الاسبوع الماضي في ڤيينا.
وقال متكي: «يجري حاليا تقييم مسودة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ڤيينا الأسبوع الماضي وسنقدم ردنا قريبا، وسيكون الرد متطابقا مع مصالحنا القومية».
الا ان وزير الخارجية الايراني أعلن ان بلاده مستعدة لتسليم جزء من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي تملكه مقابل حصولها على وقود لمفاعل الابحاث في طهران، في حال تم التوصل الى اتفاق دولي على ذلك.
وقال متكي: «لضمان حصولنا على الوقود في إمكاننا، كما فعلنا في السابق، شراؤه، أو في إمكاننا تسليم جزء من وقودنا (اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5%) الذي لسنا في حاجة اليه».
واضاف ان «الاختيار بين هذين الأمرين قيد الدرس حاليا وسنعلن النتيجة في غضون أيام».
وبحسب ديبلوماسيين غربيين فإن مشروع الاتفاق يقضي بأن تسلم ايران حتى نهاية العام 2009 1200 كلغ من اليورانيوم المخصب بأقل من 5% لجعل هذه النسبة 19.75% في روسيا قبل نقله الى فرنسا حيث يحول الى قضبان وقود للمفاعل.
تحصين المنشآت
من جهة أخرى، قلل وزير الخارجية الايراني من أهمية التهديدات العسكرية التي تطلقها اسرائيل بين الفترة والاخرى ضد بلاده مصرحا «نعتقد ان الكيان الصهيوني الغاصب لا يمتلك الجرأة للقيام بمثل هذا العمل لأنه يمر في الوقت الراهن بأضعف ظروفه».
بدوره، قال رئيس المنظومة الدفاعية الايرانية العميد غلام رضا جلالي أمس ان «منشأة قم لتخصيب اليورانيوم محصنة تماما ازاء التهديدات العسكرية الاجنبية».
واضاف جلالي في تصريح صحافي ان «منشأة قم المعروفة باسم «فور دو» تم بناؤها بالتنسيق مع مؤسسة المنظومات الدفاعية في البلاد، حيث تمت مراعاة جميع قواعد الأمان والضوابط الأمنية اللازمة فيها».
واشار الى البنية التحتية لهذه المنشأة الجديدة والجهود التي بذلتها بلاده لتحصينها امام التهديدات الاجنبية، مشيرا في الوقت نفسه الى ان «منشأتي نطنز ومصنع يوسي اف في مدينة اصفهان وسط البلاد تتمتعان كذلك بتحصينات جيدة وفق المقاييس الدولية اللازمة».
في سياق آخر قالت قناة العربية الفضائية ان قوات حرس الحدود الباكستانية اعتقلت امس قرابة 11 من عناصر الحرس الثوري الايراني داخل أراضيها.
ونقل مراسل العربية عن مسؤولين باكستانيين ان قوات حرس الحدود ضبطت العناصر «بعد عبورهم الحدود على متن سيارتي جيب وانها طلبت منهم التوقف والتراجع» وعندما لم يستجيبوا قامت بالقبض عليهم.
لكن قناة العالم التلفزيونية الإيرانية ذكرت ان الموقوفين هم من حرس الحدود وليس من الحرس الثوري، كاشفة عن حصول مفاوضات من أجل الإفراج عنهم.
وقد اكدت مصادر ايرانية ان المعتقلين لم يكونوا يتعمدون اجتياز الحدود وانما كانوا يقومون بعمليات تمشيط بحثا عن عناصر جماعة جند الله المتورطة في الهجوم الأخير على ضباط الحرس الثوري في اقليم بلوشيستان. ونقلت مصادر المحطة أن مسؤولي البلدين يعملون على احتواء الوضع.
المفاوضات المباشرة
في غضون ذلك، نقلت صحيفة إيرانية عن نائب رئيس البرلمان الإيراني محمد رضا بهنر قوله إن المرشد الأعلى علي خامنئي يعارض إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة. ونقلت صحيفة همبستكي عن بهنر قوله «حاليا يؤكد المجلس الأعلى للأمن القومي والزعيم الأعلى على أن سياساتنا الاستراتيجية ترتكز على عدم إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة».
وأضاف خلال اجتماع مع رابطة إسلامية للمهندسين «لهذا لن نجري أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة».
ولم يوضح بهنر ما يقصده من «مفاوضات مباشرة». لكنه ربما كان يقصد المحادثات الثنائية الموسعة التي تهدف إلى تطبيع العلاقات الأميركية ـ الإيرانية بدلا من استبعاد كل الاتصالات بين طهران وواشنطن.
من جهة اخرى اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الغرب بمعاملة إيران معاملة «مجحفة» بشأن برنامجها النووي.