وجه الرئيس الاميركي باراك أوباما رسالة إلى أصدقائه وخصومه في عالم السياسة تضمنها قوله: «كوني نحيفا لا يعني أني لست صلبا» ووجه أوباما رسالته في ميامي عندما كان يجمع تبرعات بقيمة 1.5 مليون دولار امس الاول لصالح مرشحي الحزب الديموقراطي في انتخابات التجديد النصفي المقررة العام المقبل والتي يسعى الديموقراطيون من خلالها إلى الحفاظ على الأغلبية القوية التي يتمتعون بها في مجلسي النواب والشيوخ. وبعد أسابيع من الانتقادات الغاضبة التي وجهها البعض في اليمين إلى الرئيس الاميركي ووصلت إلى حد وضع صورة له تصوره على هيئة مشابهة للزعيم النازي أدولف هتلر قال أوباما في مناسبة جمع التبرعات إن أنصارا له يبدون قلقهم.وأضاف «حاولت أن أوضح: كوني نحيفا لا يعني أني لست صلبا. لا أحدث صخبا. ولن أتراجع لان الوقت قد حان لنستكمل السعي ونحقق هذه الامور التي نعلم أنه كان يجب تحقيقها لكن ذلك لم يحدث منذ عقود من الزمان». ووجه أوباما عبارات حادة لمنتقديه الجمهوريين الذين قال إنهم لا يساعدون في حل بعض المشاكل التي ظهرت عندما كانوا في السلطة في البيت الابيض والكونغرس. وقال «أشعر في الاونة الاخيرة وكأن شخصا ما أحدث فوضى في مكان وأنني أنظف وراءه لكنه يقول لي أنت لا تنظف بسرعة كافية.. أنت لا تنظف بالطريقة الصحيحة.. هذه طريقة تنظيف اشتراكية». واستغل أوباما أيضا كلمتين له في مناسبتين سياسيتين في ميامي لدحض رأي تناقله بعض المعلقين السياسيين والمنتقدين الجمهوريين الذين يقولون إن أوباما لم يحقق الكثير منذ توليه الرئاسة قبل 9 شهور. وسرد الرئيس الاميركي عددا من الانجازات التشريعية بدءا من خطة التحفيز الاقتصادي التي تبلغ قيمتها 787 مليار دولار والتي لجأ إليها أوباما لمساعدة الاقتصاد الاميركي المتأثر بالازمة المالية العالمية.
ويقول الجمهوريون إن هذه الاموال لم تحقق نجاحا يذكر في خفض نسبة البطالة في الولايات المتحدة وهي 9.8%. ومن بين الانجازات الاخرى التي ذكرها أوباما رفع الحظر الذي كان قد فرضه سلفه في الرئاسة جورج بوش على إنفاق الاموال الاتحادية على أبحاث الخلايا الجذعية وتوقيع تشريع لضمان عدم التفرقة في الرواتب بين الرجل والمرأة عن نفس العمل وفرض قيود وقواعد مشددة على بطاقات الائتمان وجعل الولايات المتحدة أقرب إلى تغيير شامل في مجال الرعاية الصحية.
وعلى الصعيد العالمي، قال أوباما إنه وضع الولايات المتحدة على طريق إعادة جنودها من العراق وإنه يعمل لوضع استراتيجية جديدة للحرب في افغانستان وأضاف «ورسالتي لكم.. هذه مجرد بداية».
استقالة
من جهة اخرى، استقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية احتجاجا على الحرب في أفغانستان.
وبرر المسؤول ماثيو هوه استقالته بالقول انه لم يعد يثق بالأهداف الاستراتيجية لاستمرار وجود القوات الأميركية في هذا البلد. وأوضحت صحيفة «واشنطن بوست» ان هوه الذي كان قائدا سابقا في قوات المارينز وانضم إلى فريق وزارة الخارجية في مطلع العام الحالي ليصبح منذ يوليو أبرز مسؤول مدني أميركي في ولاية زابل في أفغانستان التي تعتبر معقلا لحركة طالبان في جنوب أفغانستان. وأشارت إلى ان هوه (36 عاما) استقال الشهر الماضي من منصبه احتجاجا على الحرب في أفغانستان التي قال انها لا تساهم سوى في تأجيج التمرد هناك.
وكتب في رسالة استقالته إلى كبير موظفي وزارة الخارجية في 10 سبتمبر الماضي «لقد فقدت ثقتي بالأهداف الاستراتيجية لوجود الولايات المتحدة في أفغانستان». وأضاف «لدي شكوكا وتحفظات حيال استراتيجيتنا الحالية والاستراتيجية المقبلة غير ان استقالتي لا تستند إلى كيفية خوضنا الحرب بل لماذا ولأي هدف؟».