بيروت ـ عمر حبنجر
أجواء الولادة الحكومية في بيروت مفعمة بالأمل، الرئيس ميشال سليمان توقعها في العشاء التكريمي الحاشد لأمير منظمة فرسان مالطة «قريبا جدا» وثمة من نقل عنه احتمال توقيع مراسيمها الثلاثاء المقبل، وبعض الأكثريين حددوا موعد اعلانها في الاول من نوفمبر، الذي يصادف ذكرى ولادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لتهدى الى ذكراه، وترافق ذلك مع حديث رئيس المجلس نبيه بري الذي اختلى برئيس الجمهورية على هامش العشاء التكريمي، عن خطوات له شخصيا في اطار تسهيل عملية التأليف، بينما يتجنب الرئيس المكلف سعد الحريري قراءة التوقعات وهو الذي غاب عن عشاء القصر الجمهوري، لاستضافته النائب سليمان فرنجية، الذي يتهيأ لزيارة دمشق في إطار مهمته التسهيلية، لعملية تشكيل الحكومة.
الرئيس سليمان وفي حديث لجريدة «الأخبار» المعارضة أشار الى انفتاح الرئيس المكلف سعد الحريري على المعارضة، والذي يشكل أساسا لأدائه المقبل في الحكومة.
واعترض سليمان على وصف الأزمة بأزمة نظام، مشددا على ما أسماه الديموقراطية الميثاقية التي تختلف عن الديموقراطية التوافقية والديموقراطية العددية.
وشدد الرئيس سليمان على دور رئيس الجمهورية الحاسم في كل مراحل تأليف الحكومة منذ التكليف الاول، وتحديدا منذ وضع معادلة 15 ـ 10 ـ 5 لتحديد توزيع المقاعد بين الموالاة والمعارضة الى تظهير المواقف من توزير المرشحين الخاسرين بالانتخابات، لكنه لفت الى ان دور رئيس الجمهورية لا يشمل توزيع الحقائب الوزارية على الكتل النيابية.
الرئيس سليمان كشف عن دور ما لعبه في جمع الرئيس المكلف سعد الحريري والعماد ميشال عون، واشار الى «المفتاح» اللبناني لقمة دمشق بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد، وقال ان هذا المفتاح كان في جيبي، وكشف عن دور ما لعبه في المصالحة العربية في الكويت.
وكان الرئيس المكلف حرك موفديه باتجاه العماد ميشال عون تمهيدا لعقد لقاء اخير معه، اضافة الى اجتماعه مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل فضلا عن النائب سليمان فرنجية، الذي يلعب دورا بين الحريري وعون، يعكس قرارا سوريا بتسهيل الأمور.
عون: لا جديد!
لكن العماد ميشال عون المنقطع عن التواصل المباشر مع رئيس الحكومة المكلف منذ بضعة ايام، يرى انه لا جديد بالنسبة لتشكيل الحكومة وان الترجيحات الواردة في الصحف، تشبه الرهانات على الأحصنة، لافتا الى ان هناك ازمة بالفعل يلزمها حل.
وردا على رفض سمير جعجع اعطاء وزارتي العدل والاتصالات الى كتلة التغيير والإصلاح قال عون: انا لا علاقة لي به، علاقتي مع الرئيس المكلف، وهو، أي جعجع، يستطيع ان يأخذ الموقف الذي يريد، واذا الرئيس المكلف يصغى اليه، فهو من يبلغني ذلك.
ويبدو ان بعض الوسطاء اقترحوا ترك حقيبة الاتصالات لكتلة عون، وإعطاءها لوزير آخر، غير جبران باسيل، لكن الرد لم يكن ايجابيا من جانب الموالاة بعد تحفظ العماد عون على إبعاد باسيل عن هذه.
وقالت مصادر اكثرية ان العقدة الحكومية وان بدت في ظاهرها داخلية مرتبطة بتوزيع الحقائب الوزارية، فانها تتصل في جوهرها باسلاك خارجية غائرة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة احيانا، وهي طرح تساؤلات حول صحة التمايز في مواقف بعض الدول الاقليمية من اللعبة السياسية في لبنان.
لكن العماد عون وبحسب من التقوه مؤخرا رد تحفظه هذا الى الناحية المبدئية، معتبرا ان تسمية وزراء الكتلة، عائد لرئيسها وان امر عودة باسيل الى وزارة الاتصالات او عدمها متروك للتيار الوطني الحر الذي لم يحدد موقفه منها بعد.
وعلى هذا رأى النائب عاطف مجدلاني عضو كتلة «لبنان أولا» ان العراقيل لاتزال تعترض عملية التأليف وفق ما تناهى اليه، واضاف في تصريح له امس: واضح تماما ان هناك خيوطا خارجية وهناك بعض الامور الداخلية، وهذا يعكس حالة ازمة.
الا ان نائبا آخر من 14 آذار تحدث لـ «الأنباء» عن «موجة تفاؤلية» تنمو يوما بعد آخر، تبشر بقرب تشكيل الحكومة حيث يمكن تفسير التدخل السوري المباشر في هذه المسألة بأحد احتمالين اما انهم قرروا انجاز الاستحقاق الحكومي في لبنان، واما ان في الأمر مناورة.
ويصب في هذا الاطار بحسب المصدر تحرك النائب سليمان فرنجية غير ان العرقلة ستصدر عن طرف خارجي، ايران او الولايات المتحدة على سبيل المثال.
وفي مطلق الاحوال، اضاف النائب الاكثري، فان ايران لم تقرر بعد ان تفرج عن الحكومة اللبنانية فهي لم تحصل على مطالبها الاقليمية في هذا الملف او ذاك مما يدفع الى ترجيح الا تتشكل الحكومة قبل ان تنضج الظروف التي تجدها طهران مواتية لقطف ما تريد وتحقيق ما تخطط له.
موفد قطري في بيروت
من جانبها ذكرت صحيفة «اللواء» القريبة من كتلة المستقبل ان موفدا قطريا خاصا وصل الى بيروت امس الاول الاربعاء، وباشر اتصالات تشمل الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري، فضلا عن العماد ميشال عون، وشخصيات اخرى.