بيروت ـ عمر حبنجر
البحث عن مخارج ملائمة لعملية تشكيل الحكومة اللبنانية مستمر وبتسارع، وفي اطار مساعيه المتواصلة، حط الرئيس المكلف سعد الحريري رحاله عند رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط في منزله ببيروت ليل امس الاول.
وحضر اللقاء الذي اعقبته مأدبة عشاء الوزيران غازي العريضي ووائل ابو فاعور، والنواب نعمة طعمة، اكرم شهيب، علاء الدين ترو، هنري حلو، فؤاد السعد، ايلي عون، انطوان سعد والنائب السابق ايمن شقير، اضافة الى نجل النائب جنبلاط تيمور ومستشار الرئيس المكلف نادر الحريري.
نجاح العريضي بالأشغال
وفي دردشة مع الاعلاميين قبيل وصول الحريري، اعتبر جنبلاط ان تشكيل الحكومة منوط بالرئيس المكلف، رافضا ان يتدخل في هذا الامر، لاسيما لدى سؤاله عما اذا كان لايزال متمسكا بحقيبة الاشغال العامة للوزير غازي العريضي، وقال جنبلاط ان العريضي نجح في هذه الوزارة، وهذا النجاح يجب ان يستمر، مبديا اعجابه بطريقة الحريري في تشكيل الحكومة.
وحول زيارته المرتقبة الى دمشق، قال جنبلاط انه ينتظر زيارة الرئيس سعد الحريري اولا.
والمعروف ان زيارة الحريري مرتبطة بانجاز التشكيلة الحكومة، فهو يريد ان يزور سورية، اذا تطلبت الامور ذلك، بصفته الرسمية كرئيس لوزراء لبنان، وليس باية صفة اخرى.
وكان جنبلاط رفض اعطاء وزارة الاتصالات الى كتلته النيابية، مقابل تخليه عن وزارة الاشغال الخدماتية لكتلة العماد عون، الامر الذي افضى الى طرح شعار «ابقاء القديم على قدمه» اي الاستمرار على التشكيل السائد في الحكومة الحالية، مع بعض التعديلات التي يجب ان تشمل سحب وزارة الاتصالات من جعبة الوزير جبران باسيل.
بدوره النائب علاء الدين ترو، عضو اللقاء الديموقراطي اكد ان ابقاء وزارة الاشغال العامة مع الوزير العريضي يبقي الوزارة لكل لبنان.
تواصل المساعي بعيداً عن الإعلام
صحيفة «المستقبل» الناطقة بلسان تيار المستقبل قالت ان اللقاء بين الحريري وجنبلاط يأتي في وقت تتواصل المساعي بعيدا عن الاعلام مستفيدة من اجواء الحوار الذي يحرص الحريري على ابقائه مفتوحا، للوصول الى حل العقد التي لاتزال تعوق قيام الحكومة.
لا تقدم في موضوع «الاتصالات»
مصادر مطلعة قالت ان اسناد وزارة الاشغال الى الوزير غازي العريضي في الحكومة الجديدة لم يعد موضع تفاوض، في حين لم يظهر ان المفاوضات بين الحريري والعماد ميشال عون حول بدائل وزارة الاتصالات ذات الاهمية الخاصة في هذه المرحلة سجلت اي تقدم في ضوء عدم حصول اتصال مباشر بين الرجلين، ومازالت متوقفة عند العرض الذي تقدم به الحريري ورفضه عون والقاضي باعطاء الكتلة العونية وزارات الاتصالات والسياحة والمهجرين والثقافة، من غير ان يتولى الوزير جبران باسيل وزارة الاتصالات التي هي معه الآن.
تحركات فرنجية
بدوره أكد نائب عضو في كتلة متفرعة من الاصلاح والتغيير ان وقائع الاتصالات التي ترافق عملية تشكيل الحكومة، تظهر توافق السعودية وسورية على انجاز التشكيلة الحكومية اللبنانية في اسرع وقت. ويستدل النائب المذكور في دردشة مع «الأنباء» على ذلك بتحركات النائب سليمان فرنجية بين بيت الوسط والرابية، اضافة الى الاتصالات المستجدة للرئيس نبيه بري. ولاحظ النائب المعارض، ان العماد عون اصر على تمثيل كتلته خير تمثيل في الحكومة العتيدة، مدعوما بقوى المعارضة ومن وراء هذه القوى، متهما واشنطن بالعرقلة، مستشهدا بمواقف رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. وردا على سؤال حول كيفية تشكيل الحكومة في ظل الممانعة الاميركية والعرقلة الجعجعية كما يقول، اضاف النائب المعارض قائلا: ان الرئيس المكلف سعد الحريري لم يعد قادرا على تحمل حالة المراوحة القائمة التي تأكل من رصيده، وانه اي الحريري يعاني اليوم من التأثير الاميركي داخل صفوف الاكثرية، مسميا د.سمير جعجع والنائب احمد فتفت!
وفي مطلق الاحوال قال النائب المعارض ان تكتل الاصلاح والتغيير متمسك بوزارة الاتصالات في ضوء الخيار الاكثر ترجيحا، والقائل بابقاء القديم على قدمه، وان الكلمة الفصل ستكون للرئيس المكلف.
النائب سليمان فرنجية الذي يتوسط بين الرئيس المكلف والعماد المفوض من المعارضة، اكد امس انه مازال على تفاؤله، وان 90% من التشكيلة الوزارية انجزت والباقي منها يخضع الآن للنقاش، وقال فرنجية ان لدى الحريري وعون النية الطيبة للتفاهم، موضحا وجود اكثر من صيغة مطروحة للحل بينهما.
وفي المواقف من مسار تأليف الحكومة، وردا على التوقعات بقرب تشكيل الحكومة قال نائب رئيس مجلس النواب، عضو كتلة «لبنان اولا» النائب فريد مكاري انه يشعر بان تأليف الحكومة سيحصل خلال أيام.
لكن النائب سليم سلهب، عضو كتلة العماد عون، تحدث عن لقاء قريب حاسم بين الحريري وعون، مشيرا الى ان البحث مع الرئيس المكلف دخل مرحلة الحقائب والاسماء. وقال سلهب: لقد بشرنا الرئيس سليمان والرئيس المكلف الحريري بقرب الحكومة، ونأمل ان تتحلحل بعض الامور التي وصفها الرئيس سليمان بالادارية وغير السياسية حتى نهاية هذا الاسبوع، واضاف ان لقاء حاسما سيعقد بين الحريري وعون، والارجح ان يكون آخر لقاء بينهما في سياق تشكيل الحكومة، وامتنع عن الدخول في تفاصيل الحقائب والاسماء.