- الاستطلاعات ترجّح كفة ماكرون بفارق كبير في الدورة الثانية المرتقبة
شنّت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية مارين لوبن، امس، هجوما لاذعا على منافسها الليبرالي ممثل تيار الوسط، إيمانويل ماكرون، قائلة إنه يجسد «البرنامج الخبيث للنظام» ويمثل «حكم الأقلية (الأوليجاركية)».
ورأت لوبن أن الانتخابات الرئاسية التي تجري دورتها الثانية في 7 مايو هي «استفتاء مع فرنسا أو ضدها»، مؤكدة «أنها تريد أن» «تعيد لفرنسا حدودا» و«تضبط العولمة»، متهمة خصمها بالسعي لتحويل البلاد إلى «قاعة سوق».
وعزفت لوبان على وتر السنوات الأربع التي قضاها ماكرون مع بنك روتشيلد، قائلة خلال تجمع انتخابي في نيس إنه «ينقصه الشعور اللازم بهذه المهنة، والقدرة على اتخاذ القرارات.. دون أي اعتبار للعواقب البشرية».
وفيما، حصل ماكرون على 24%من الأصوات، متقدما على لوبن التي حازت 21.3% وحلت في المركز الثاني بفارق بسيط، يقاتل الاثنان الآن،، للفوز بنحو 20% من اصوات الناخبين الذين اختاروا ممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون، ونسبة مماثلة اختارت مرشح التيار المحافظ، فرانسوا فيون.
في سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي نشر امس الاول أن ماكرون سيفوز بفارق كبير عن لوبن في الدورة الثانية، ومنح الاستطلاع 61%من نوايا التصويت إلى ماكرون في مقابل 39% للوبن.
وأجرى الاستطلاع من 25 إلى 27 أبريل معهد «هاريس انتراكتيف وانديد» لصالح قناة التلفزيون البرلمانية.
وفي استطلاع سابق أجراه المعهد مساء الأحد بعد الإعلان عن نتائج الدورة الأولى حصل ماكرون على 64% من نوايا التصويت ولوبن على 36% للدورة الثانية. ويمكن لماكرون الاستفادة من قسم كبير (69%) من ناخبي المرشح الاشتراكي الخاسر بونوا آمون، في حين يمكن ان تستفيد لوبن من أقل من ثلث (28%) أصوات ناخبي مرشح اليمين الخاسر فرنسوا فيون، وفق الاستطلاع.
وأضاف أن 45% من ناخبي اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون و42% من ناخبي فيون سيصوتون لماكرون.
وبينما هاجمت لوبن الاتحاد الأوروبي مرة أخرى، أكدت أنها لن تتخذ أي خطوات جذرية دون إجراء استفتاء. ووقفت قائلة: من أجل «أوروبا الحقيقية، أوروبا للشعوب، أنا مقتنعة اقتناعا عميقا بأن هذه الانتخابات فرصة تاريخية لأوروبا». ومن جانبه، قال ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي، إنه يرغب في «مواءمة مواطنينا مع أوروبا.. وضمان حماية أوروبا لمواطنينا في مواجهة العولمة».
وقال ماكرون في مقابلة مع قناة «تي اف 1» التلفزيونية إنه سيسعى للتوصل إلى اتفاق مع ألمانيا حول خارطة طريق إلى أوروبا «تدافع عن العمال» مع حماية اجتماعية متناسقة عبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
واضاف إن إصلاحاته الاقتصادية المقترحة ليست ضرورية فقط لجعل فرنسا أقوى، ولكن أيضا لاستعادة مصداقيتها في مواجهة ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت سابق من امس الاول، خففت الدلافين وكرة القدم من حدة الصراع بينهما خلال سباق الانتخابات الرئاسية، حيث قامت لوبن، برحلة على متن قارب صيد، لعرض دعمها للصيادين الفرنسيين الذين منعوا من العمل من خلال «الكثير من اللوائح الخارجية الأوروبية»، كما كتبت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وأظهر الفيديو الذي نشرته قناة «بي إف إم تي في» حليف لوبن، جيلبرت كويار وهو يتابع أحد الدلافين في الماء، فيما قالت له مرشحة اليمين المتطرف «ناده مرة أخرى!». وحاولت هي نفسها مناداة الدولفين وكأنما تحثه على العودة، مطلقة سلسلة من الأصوات الحادة عالية النبرة.
أما ماكرون، فزار في الوقت ذاته ناديا رياضيا للشباب في سارسيل، إحدى ضواحي شمالي باريس، ذات الغالبية السكانية المختلطة عرقيا والمحرومة اجتماعيا.
وهناك بدا حريصا على التعويض عن الاستقبال العدائي الذي لاقاه في آميان خلال اليوم السابق - بعد أن حظيت لوبن باستقبال أكثر دفئا حين ظهرت على بوابة المصنع الذي يشهد إضرابا.
وأظهرته قناة «بي إف إم تي في» يقول في سارسيل: «لا تستطيع السيدة لوبن أن تأتي إلى منطقة كهذه». وأضاف أن «لوبن تريد أن يرحل هؤلاء الأشخاص، إنها تريد تفكيك فرنسا». كما شارك أيضا في بضع دقائق من لعب كرة القدم.
وتم منع محاولة ماكرون الأولى لإحراز هدف عبر عرقلته، ولكن، في ظروف غير واضحة تماما في لقطات نشرت على صفحته على «فيسبوك»، تم منحه الفرصة للتسديد على المرمى، ليحرز هدفا على الرغم من محاولة إنقاذ دراماتيكية من الحارس الشاب.