عواصم ـ احمد عبدالله
فيما طالب زعماء الاتحاد الاوروبي ايران امس بقبول الاتفاق النووي الذي صاغته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس ان بلادها لاتزال تحاول «تحديد» موقف ايران الوارد في ردها على مشروع الاتفاق النووي الذي تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الاميركية «نحن نحاول ان نحدد بدقة ما يريد (الايرانيون) فعله، ما اذا كان هذا ردا اوليا او انه رد نهائي، او انه بداية للوصول الى ما نريدهم ان يصلوا اليه». وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعلنت امس الاول انها تسلمت من ايران «ردا اوليا» على مشروع الاتفاق الذي اقترحته في شأن تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج لتحويله الى وقود نووي لمفاعل طهران للابحاث، في حين اعلنت واشنطن انها تنتظر «ردا رسميا» من طهران على مشروع الاتفاق.
الى ذلك، رفض الناطق بلسان وزارة الخارجية الاميركية ايان كيلي ايضاح موقف الولايات المتحدة من الرد الذي قدمته ايران على اقتراح رفع نسبة تخصيب ما لديها من يورانيوم خارج البلاد لاستخدامه وقودا لمفاعلها البحثي. وقال كيلي في ايجاز للصحافيين اول من امس ان الولايات المتحدة «تظل موحدة مع شريكتيها روسيا وفرنسا في دعم الاقتراح الذي قدمته وكالة الطاقة الذرية الدولية».
وكانت ايران قد قدمت اقتراحا بنقل كمية اليورانيوم التي وردت في مشروع الاتفاق الذي وضعته الوكالة والتي تبلغ نحو 1.2 طن ولكن على دفعات بحيث ترسل كل دفعة بعد ان تتلقى سابقتها عقب رفع نسبة تخصيبها. وعلى الرغم من تصريح كيلي بالتمسك بنص المشروع الذي قدمه مدير الوكالة محمد البرادعي فانه تجنب القول ان بلاده ترفض التعديل الذي اقترحته طهران على المشروع.
طهران مستعدة للعقوبات
بالمقابل، قال مسؤول ايراني إن بلاده في أفضل الظروف لمواجهة اي عقوبات اقتصادية تفرض عليها. ونسبت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) الى رئيس غرفة تجارة وصناعة ومناجم طهران يحيي آل اسحاق قوله ان ايران الان «في افضل الظروف لمواجهة اي عقوبات تجارية»، مضيفا ان تجربة فرض العقوبات ضد الدول طوال التاريخ «اثبتت انها لم تسفر عن نتائج ايجابية للجهة التي فرضتها». وقال ان ايران تعرضت لأكثر من 30 عاما للحظر من قبل عدد من الدول بشكل دائم «لكن التجربة اثبتت ان الحظر لم يعط اي نتيجة». وكانت لجنة في مجلس الشيوخ الاميركي وافقت امس الاول على مشروع قانون لفرض عقوبات على الشركات التي تزود ايران بالبنزين ويقيد معاملات تجارية اخرى مع الجمهورية الاسلامية.
تقرير «الغارديان»
في غضون ذلك، أفادت صحيفة الغارديان الصادرة امس بأن ديبلوماسيين أوروبيين وصفوا مطالب ايران بإدخال تعديلات على صفقة لتخصيب اليورانيوم بأنها غير مقبولة وبددوا بذلك آمال التوصل إلى اختراق ديبلوماسي حول برنامجها النووي.
وقالت الصحيفة إن انهيار الصفقة كما هو محتمل سيوجه نكسة جديدة لسياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالانخراط مع ايران ويضع على الطاولة خيارات فرض عقوبات دولية جديدة وقيام اسرائيل بالرد عسكريا.
واضافت أن رد ايران على الصفقة الذي تأخر أسبوعا لم يتم الكشف عن مضمونه حتى الآن غير أن مصادر ديبلوماسية مطلعة أكدت «أن طهران طلبت ادخال تعديلين كبيرين على الصفقة هما شحن اليورانيوم لديها للخارج على دفعات بالتزامن مع حصولها على الوقود الذي يحتاج له مفاعل أبحاثها النووية».
ونسبت إلى المصادر قولها «هذه المطالب مرفوضة بالكامل ومن الواضح أن الايرانيين يريدون جميع المكاسب دون أن يقدموا أي شيء».
الى ذلك اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس ان مشروع الاتفاق الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لقيام تعاون بين ايران والقوى الكبرى في المجال النووي يمثل «خطوة ايجابية اولى».
واشاد نتنياهو قبيل لقائه في القدس المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل بـ «الجهود الراهنة» التي يبذلها الرئيس الاميركي باراك اوباما «لمنع ايران من امتلاك قدرة عسكرية نووية».