في الوقت الذي تستمر فيه الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، في إطار المحاولات الإسرائيلية المستميتة لتهويد القدس، تزايدت التحذيرات من خطورة الأنفاق التي تقوم بحفرها قوات الاحتلال الإسرائيلي تحت المسجد الاقصى المبارك والتى أدت إلى تعرية بعض الأساسات للمسجد.
ولم تكن تلك المحاولات هي الأولى، ولعل ما حدث لحائط البراق، الذي يطلق عليه اليهود حائط المبكى منذ أن أصدر وزير خارجية بريطانيا الأسبق ارثر جيمس بلفور وعده المشؤوم عام 1917م بحق اليهود في وطن قومي في فلسطين. أخذ الاسرائيليون في استغلال ما أسموه «حائط المبكى» في الترويج والدعاية لجذب أكبر عدد من المهاجرين اليهود الى فلسطين لربطهم بأثر مقدس لهم يجمعهم فوق أرض فلسطين العربية.
وقد بدأ اليهود في محاولاتهم الاولى، لتغيير المعالم التاريخية لحائط البراق الشريف وبدأوا يتسللون إليه ويضعون حوله الستائر ويضيئونه بالمصابيح، ويتجمهرون حوله أيام السبت مما آثار حفيظة المواطنين العرب ضد المحاولات اليهودية الرامية الى إقرار حقوق ثابتة لهم في الحائط الشريف، وبدأت الاشتباكات اليومية بين العرب واليهود، إلى أن بلغت ذروتها عام 1929م حين اضطرت سلطات الانتداب البريطاني آنذاك إلى التدخل لوضع حد للمشاكل بين العرب واليهود في حق ملكية حائط البراق الشريف.
ويزعم الاسرائيليون أن حائط البراق هو الأثر المتبقي من هيكل سليمان، ويمتد أمام هذا الحائط رصيف، بعرض أربعة أمتار تقريبا، ويتشكل ضمن الحائط تجويف صغير ثبت في الكتب التاريخية الإسلامية، أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ربط براقه في هذا التجويف أثناء الاسراء به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى.. ومنذ ذلك التاريخ يطلق اسم البراق الشريف على هذا الحائط، تيمنا بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ربط براقه الشريف بنفس الحائط.
وكان مسؤول ملف القدس حاتم عبد القادر قد صرح بأن لديه وثائق وقرارات صادرة عن محاكم بريطانية في اواخر العشرينيات من القرن الماضي تؤكد ملكية المسلمين لحائط البراق، نافيا بذلك زعم إسرائيل بأحقيتها في ذلك الحائط، معتبرا أن تلك المزاعم الإسرائيلية باطلة وليس لها اساس من الصحة.
ويقول الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا خطيب المسجد الاقصى «بالنسبة إلى حائط البراق أحب أن أؤكد أن ذلك الحائط هو جزء من سور المسجد الأقصى المبارك وهو وقف إسلامي وملكيته تعود للمسلمين وحدهم، هذا مثبت عندنا في كتب الفقه وكتب السيرة النبوية أيضا».
وأضاف «لا علاقة لحائط البراق باليهود ولا علاقة لليهود بحائط البراق»، مشيرا إلى أن جميع المحافل الدولية أكدت أن حائط البراق هو ملك للمسلمين، وما يقومون به من أداء لطقوسهم فهو خارج السور في الموقع الذي يعرف بحارة المغاربة.