واشنطن ـ أحمد عبدالله
كما فاجأ دونالد ترامب الجميع بفوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، فإنه يمكن ان يفاجئ الجميع بانهيار في رئاسته ليسجل بذلك سابقتين في آن واحد في دفاتر التاريخ السياسي للولايات المتحدة.
فقد بدأ جمهوريون التحرك سريعا داخل الكونغرس للبحث عن وسيلة فعالة لوقف اتساع الشروخ التي تتعرض لها رئاسة ترامب، فيما قال فريق آخر من الحزب نفسه: ان الوقت ربما يكون قد تأخر كثيرا وإن القدرة على إنقاذ سفينة الرئاسة من الغرق باتت معدومة الآن.
من المجموعة الأولى، قال ميتش ماكولم رئيس مجلس النواب انه يثق في الرئيس، بيد انه أضاف «علينا ان نبحث الآن في وسائل لوقف اتساع الثقوب في شرعية الرئاسة بما في ذلك إخضاع الادعاءات بوجود علاقة بين الإدارة وروسيا تحت إشراف محقق مستقل».
في المقابل، يرى الفريق الثاني ان الوقت تأخر ومنهم الجمهوري جوستن آميش الذي قال بصراحة انه في حالة ثبوت تدخل ترامب في التحقيقات التي كان يجريها رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي المقال جيمس كومي حول القضية ذاتها «فإن ذلك يستحق إقالة الرئيس من منصبه».
وقال جمهوري آخر في مجلس النواب هو والتر جونز: ان محاولة ترامب الضغط على كومي لوقف التحقيق في الاتهامات الموجهة لمستشار الامن القومي السابق الجنرال مايكل فلين «تدخل في عمل القانون يكفي لإقالة الرئيس».
وأضاف في حديث تلفزيوني ان الأمور الآن «تجعل من الممكن ان يطفو حديث الإقالة ليغطي أي حديث آخر».
وأدلى عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين بدلوه ايضا، معتبرا ان «الإدارة تخطو الآن الى مساحة تدعو كثيرين الى الحديث عن الإقالة كحل».
وحتى ترامب نفسه بدا كما لو انه ينظر جديا في الأمر، اذ قال في خطاب ألقاه في اكاديمية حرس السواحل الأميركية انه تلقى خلال رئاسته «أسوأ معاملة يمكن ان يتلقاها رئيس أميركي في التاريخ».
وعلى الرغم من تطوع الرئيس فلاديمير بوتين بنشر تسجيلات اجتماع سيرغي لافروف في البيت الأبيض الذي قيل ان ترامب باح خلاله بمعلومات سرية دون مبرر، فإن الرغبة الروسية زادت من تعقيد موقف ترامب حتى بات من الممكن الآن التساؤل عما اذا كان سيكمل سنواته الأربع.