الوزير ايلي سكاف في طريقه الى الخروج من «صدمة» الانتخابات النيابية الأخيرة التي كانت نتائجها قاسية جدا عليه، وبعد أشهر من المراجعة وتقييم الوضع، قرر سكاف إعادة النظر ليس في سياسته وخياراته وإنما في أسلوبه وطريقة إدارته للوضع الزحلاوي الذي خرج عن سيطرته وأفلت زمامه من يده. وأولى الخطوات تحويل «الكتلة الشعبية» (النيابية) الى حزب أو تيار سياسي يكون محصورا في زحلة وجوارها (التنظيم الجديد سيكون أشبه بالحالة التنظيمية لحزب المردة بين عامي 1998 و2006، أي قبل اطلاق النائب سليمان فرنجية حزب المردة. ولا نية لإنشاء مكتب سياسي، ولا لفتح الباب أمام طلبات الانتساب أو اجراء انتخابات حزبية داخلية)، وثاني الخطوات هو رد الاعتبار في الانتخابات البلدية المقبلة. سكاف المستفيد من تطورات ما بعد الانتخابات في زحلة خاصة لجهة اهتزاز كتلة «زحلة بالقلب» وانسحاب خصمه المباشر النائب نقولا فتوش، أطلق حزبه «المناطقي» في احتفال أقيم في زحلة وتميز باحتضان قيادات المعارضة له عبر مشاركة شخصية من العماد ميشال عون (زيارته الأولى الى زحلة) ووفد رفيع المستوى من حزب الله ممثلا السيد حسن نصرالله، وقوى حزبية وشخصيات سياسية زحلاوية أبرزها عائلة الرئيس الراحل الياس الهراوي. ويتجه الوضع الكاثوليكي بشكل عام ليصبح في دائرة تجاذب واستقطاب بين قطبين رئيسيين:
ـ قطب المعارضة ايلي سكاف الذي تعرض لانتكاسة موجعة في انتخابات زحلة، والذي من الممكن ان يعيد عون طرح اسمه لتولي وزارة الزراعة اذا أعطيت له، والذي هاله نفوذ الأحزاب المسيحية في زحلة فقرر التصدي بالسلاح نفسه وأطلق حزبه الجديد مناقضا عرفا متوارثا لدى عائلة سكاف ومقولة شهيرة كانت تقول «زحلة مقبرة الأحزاب».
ـ قطب الأكثرية النائب ميشال فرعون الذي كرس وجوده السياسي وزعامته الكاثوليكية في انتخابات الأشرفية، والمرشح لدخول الحكومة الجديدة وزيرا للاعلام. فرعون الذي يشير وضعه السياسي المتقدم الى أن زعامته «كاثوليكية على مستوى لبنان ومسيحية (أرثوذكسية ومارونية وسريانية وكاثوليكية) على مستوى بيروت بصدد «تنظيم حالته الشعبية» ضمن حركة سياسية انمائية من جهة هناك وجود فراغ كبير، سواء على الصعيد الكاثوليكي أو على المستوى البيروتي، من جهة ثانية هناك شعور عدد من رجال الأعمال أصدقائه بأن في استطاعتهم تقديم المزيد للأشرفية اذا وجد الاطار المناسب. هكذا، قرر المباشرة بالإعداد للتنظيم الجديد، طالبا من مجموعة اختصاصيين اعداد ملف عن وضع أبناء طائفة الروم الكاثوليك في ادارات الدولة اللبنانية لتكون متابعة هذا الملف احدى أولوياته للمرحلة المقبلة.