اتصالات فرنجية ـ الحريري: تقول مصادر معارضة في معرض شرحها لاتصالات فرنجية ـ الحريري وموقف عون منها ان النائب سليمان فرنجية سارع الى وضع الرئيس السوري بشار الأسد في أجواء الاتصالات مع الرئيس الحريري، ثم أعلن بعدها استعداده للتنازل عن الحقيبة التي كان يطالب بها في سياق تسهيل مهمة الرئيس المكلف. تلقف الحريري الأمر على انه الرسالة السورية الأبرز، لكنه وضع هدية فرنجية في جيبه وانتظر بقية الأمر على أساس ان يأتيه من عون. لكن عون لم يكن مرتاحا البتة الى خطوة فرنجية، وهو عندما التقى قيادات حزب الله وأمل العائدة من دمشق لم يكن مقتنعا بطريقة ترجمة نتائج القمة السورية السعودية. وعون الذي بات خبيرا بالجميع اختار طريقته للحصول على توضيحات.
وكما كان يتوقع، وصله ما يفيده بأن التفاهم السوري ـ السعودي لا يلزم أحدا بالتنازل عن حقوق، وان الأمر متعلق بالطريقة التي يراها العماد عون مناسبة لتسهيل تأليف الحكومة، ما ترجمه عون انفتاحا على مناقشة أي أفكار تقوم على خلط الأوراق من جديد والاتجاه الى توزيع جديد للحقائب الوزارية، لكنه ظل ثابتا ولم يغش الحريري حين شرح له الإطار الذي يريده عون لكتلته داخل الحكومة، الذي يسميه الحد الأدنى المقبول من التمثيل. فرنجية شعر بأن ثمة من فهمه خطأ، فسارع الى عون ليشرح له ان ما قدمه من تنازل ليس لمصلحة الحريري، بل هو فعل ذلك عند الحريري لمصلحة عون.
لكن عون الذي يكن مودة خاصة للزعيم الشمالي، ويحترم فيه صدقيته وجرأته ووضوحه قال له على طريقته: «أنا لا أمانع القيام بخطوة في إطار التفاوض، ولكن ليس بهذه الطريقة، ثم لماذا علينا ان نعطيه هذه الورقة مجانا؟». فهم فرنجية ان خللا ما قد حصل، وفهم مندوبو حزب الله وأمل ان عون حصل على توضيحات سورية مباشرة، وبالتالي عاش الحريري مناخات جديدة. أدرك حجم التنازل السوري ولمس استحالة ان ينتقل حزب الله وأمل الى موقع الضاغط على عون.
رزمة من الأسئلة: طرحت شخصية ديبلوماسية رفيعة رزمة من الأسئلة على مجموعة سياسية في فريق 14 آذار، تبدأ من الأسباب التي تحول دون الانفتاح والتواصل مع الشيعة المستقلين خارج الثنائية الحزبية، مرورا بعدم استثمار نتائج الانتخابات والانكفاء السياسي الطوعي، مقارنة بمرحلة ما قبل هذه الانتخابات، وصولا الى الآليات المعتمدة للتواصل بين قيادات هذه الجهة السياسية وطريقة اتخاذ القرارات وبلورتها.
عون وزيارته بكركي: أحد المطارنة الموارنة الذي يحظى باحترام الجميع يقوم بجهود موازية لجهود تشكيل الحكومة من أجل تمهيد السبيل أمام المصالحة المسيحية، لاسيما انه لن يعود منطقيا ان يكون جميع الفرقاء «المسيحيين» تحت سقف حكومة واحدة، فيما هم يقاطعون بعضهم البعض خارجها. والخطوة الأولى بعد تشكيل الحكومة ان يقوم العماد عون بالمبادرة الى زيارة بكركي.