توفي متظاهر وأصيب آخر في تونس امس خلال احتجاجات عنيفة بمنطقة الكامور جنوبي البلاد. وقال شهود ومصادر رسمية لوكالة «رويترز»: ان محتجا لقي حتفه بعد أن صدمته سيارة شرطة أثناء الاحتجاجات التي اندلعت في مدينة تطاوين بين محتجين غاضبين يطالبون بفرص عمل وبنصيب من الثروة النفطية وقوات الأمن في تصعيد خطير للاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع.
ويأتي إطلاق قنابل الغاز من قبل قوات الامن بينما تعيش المنطقة احتقانا واسعا واحتجاجات متصاعدة. وقال مسؤول من وزارة الصحة: ان محتجا قتل بعد أن صدمته سيارة شرطة أثناء الاحتجاجات في المدينة، فيما تحدثت وسائل التواصل الاجتماعي عن إصابة محتج آخر بجروح خطيرة. وقال شهود: ان المحتجين الغاضبين أحرقوا مقرا للحرس الوطني وآخر للأمن تعبيرا عن غضبهم مباشرة بعد إعلان وفاة احد المحتجين متأثرا بإصابته.
وعقب إطلاق قنابل الغاز على المعتصمين في الكامور، خرج مئات إلى وسط مدينة تطاوين محتجين وتجمعوا أمام مقر المحافظة حيث فرقتهم قوات الأمن بالغاز أيضا قبل أن تتحول الأحداث إلى صدامات مع المحتجين في شوارع المدينة. وحذر الجيش التونسي اول من امس من أنه قد يلجأ للقوة ضد أي احتجاجات تهدد بوقف الإنتاج. وكان المعتصمون بمنطقة الكامور أغلقوا محطة لضخ النفط قبل أن تفتح من جديد وسط تعزيزات كبيرة من الجيش والحرس الوطني. وقال شهود لـ «رويترز»: ان حالات إغماء واحتقان شديدة سجلت في صفوف المحتجين بعد إطلاق الغاز.
وقال أحد المحتجين ويدعى نجيب ضيف الله «أثناء محاولة الدخول لغلق نقطة الضخ بدأ الأمن في إطلاق كثيف للغاز في صفوف المحتجين والوضع هناك شديد التوتر».
وفي مدينة الفوار من محافظة قبلي المجاورة، خرج أيضا مئات من أبناء البلدة في مظاهرة للاحتجاج على نقص التنمية وللمطالبة بفرص الشغل والمطالبة بنصيب في الثروة النفطية.
ورفعوا شعارات «التشغيل استحقاق يا عصابة السراق» و«التشغيل واجب موش مزية».
وعرضت الحكومة على المحتجين في تطاوين نحو 1000 فرصة عمل في الشركات البترولية في جهة تطاوين بشكل فوري و500 فرصة عمل العام المقبل، ولكن المحتجين رفضوا العرض وطالبوا بأن تكون كل الانتدابات فورية إضافة إلى تخصيص 50 مليون دولار كصندوق تنمية للجهة تدفعه الشركات البترولية.
وتمثل الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع ضغطا على رئيس الوزراء يوسف الشاهد في وقت تسعى فيه حكومته لتنفيذ إصلاحات اقتصادية وإجراءات تقشفية تطالب بها جهات الإقراض الدولية.