بيروت ــ عمر حبنجر
الحريق الكلامي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وفريق الحكومة والاكثرية النيابية مستمر، رغم رش الماء البارد عليه من قبل سعاة الخير العرب، وبالذات الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي اوفد مستشاره هشام يوسف الى بيروت لهذه الغاية، وفي اطار التمهيد لزيارته المرتقبة بعد موسكو وبعض العواصم.
اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله لاحظت ان بوادر الحل تبدو بعيدة، وان الامور «مكانك راوح»، وهذا على الاقل ما توحي به الخطابات المتبادلة بين الفريق الحاكم ورئاسة مجلس النواب.
وفي هذا السياق، يقول السفير السعودي في بيروت عبدالعزيز الخوجة ان «الجمود سيد الموقف، لكن اتصال عمرو موسى بالرئيسين بري والسنيورة وايفاد مستشاره الى بيروت عزز امكانية منع انفجار الازمة بعد اقفال الابواب امام الحلول في المرحلة السياسية الراهنة».
وانضم استحقاق 14 فبراير، حيث الذكرى السنوية الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، الى المتابعات السياسية اليومية، بانتظار اعلان قوى الاكثرية عن برنامج احياء هذه الذكرى في ساحة الشهداء، حيث تعتصم المعارضة في الجانب الجنوبي من هذه الساحة، اضافة الى ساحة رياض الصلح او في ساحة بيال الفسيحة في المرفأ، علما ان كفة الاحتفال في جوار ضريح الشهيد في ساحة الشهداء باتت الراجحة.
ومن جانبه أعرب الرئيس نبيه بري امام زواره امس عن استيائه من الرسالة التي وجهها الرئيس فؤاد السنيورة الى الامم المتحدة شاكيا مجلس النواب «المشلول».
وقال بري: لقد كان بامكاني ان اوجه مثل هذه الرسالة الى الامم المتحدة ايضا، واعلن فيها ان هذه الحكومة غير دستورية وغير ميثاقية، لكنني لن اقوم بهذا الفعل حتى لو بترت يدي.
الرئيس بري اعتبر ان الاشكالات الحاصلة في لبنان مردها ان بعض المسؤولين يستجدون الحلول من الخارج بدل ان يتفهموا الداخل، وان هؤلاء يتظاهرون بالحرص على الداخل من اجل استثماره في الخارج.
وحذر بري انه من الآن وصاعدا لن يتردد في الرد شخصيا على كل من يتعرض له، مشيرا الى انه سكت طويلا عن كل الاساءات التي تعرض لها حفاظا منه على البلاد، وانه لم يخطئ عندما قال ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو كل لبنان، وان ما قاله عن المحكمة الدولية أبلغ به من بعض السفراء الذين اكدوا له ان تأجيل اقرار المحكمة الى ما بعد انتهاء التحقيق هو من الافكار المطروحة في الاتصالات الجارية لمعالجة الازمة.
الصفحة في ملف ( pdf )