بيروت ـ ناجي يونس
في تحليله للتطورات المتصلة بتشكيل الحكومة اللبنانية رأى نائب شمالي انه بات سهلا على المرء ان يدرك الاسباب التي حالت ولاتزال دون تشكيل الحكومة بغض النظر عما يقوله هذا الطرف او ذاك ولاسيما في صفوف الأقلية.
وقال النائب الشمالي لـ «الأنباء» ردا على سؤال: لقد كان التقارب السوري ـ السعودي بعد قمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري د.بشار الأسد شبيها بالتفاهم مع سورية قبل الانتخابات النيابية حيث امتنع كل من الجانبين السوري والسعودي عن الدعم المعلن لحلفائهما في لبنان الا انهما تدخلا بكل الوسائل، مع فارق وحيد وهو انه لم يصر الى اثارة القلائل وضرب الأمن. واضاف: بعد هذه القمة شجعت دمشق والرياض اللبنانيين على تعزيز الحوار والاسراع بخطوات تدعيم الوحدة الداخلية والاتفاق على تشكيل الحكومة والأهم ترسيخ التهدئة في مختلف الميادين.
وتابع النائب قوله: كان لافتا مدى الحماسة السورية لتسريع تشكيل الحكومة والمؤشرات المسهلة من قبلها في هذا الاطار من دون ان يصل ذلك الى الامر القاطع من دمشق تجاه حلفائها، بغض النظر عن الموقف الحقيقي لطهران وحزب الله ومدى تأثيرهما على المعادلة اللبنانية في نهاية المطاف. وكانت في طليعة هذه المؤشرات التحركات والمواقف التي صدرت عن النائب سليمان فرنجية وزيارة النائب الأسبق علي عيد ونجله رفعت للرئيس المكلف سعد الحريري.
النائب الشمالي شن هجوما لاذعا على العماد ميشال عون، حيث وصفه بالاداة الفضلى لكل طامح الى تدمير الكيان اللبناني وعرقلة اي حل بين اللبنانيين وهو قد لعب الدور المطلوب منه الى ابعد الحدود وان كان الأمر على حساب النظام اللبناني والممارسة الديموقراطية وحياة الناس واقتصادهم فالأهم عند الجنرال ان الجميع يتحدثون عنه وان كان لجأ الى مبدأ «خالف تعرف».
وفي رأيه ان طهران اعطت الامر لحزب الله بتعطيل تشكيل الحكومة فتلطى الحزب وراء عون فكان ما كان واصطدمت مساعي التشكيل حتى الآن بحائط مسدود.
وقال: عمليا اظهر الايرانيون انهم قد ربطوا لبنان بالملفات التي يتنازعون عليها مع الآخرين على مستوى المنطقة مما اوقف الاندفاعة السورية لتسهيل تشكيل الحكومة.
حيث تعمل طهران على قطف الثمار من مفاوضاتها مع الولايات المتحدة والوجه المعلن لهذه العملية هو الملف النووي، بينما الحقيقة ان كل القضايا الخلافية مطروحة بمختلف الاساليب وهو ما يعني بكل وضوح وبساطة انه لا تشكيل للحكومة في لبنان الا بعد ان تقرر ايران في ضوء ما تفضي اليه مفاوضاتها من هذا القبيل. وردا على سؤال قال: اذا اعتذر الحريري فانه سيضرب ضربة سياسية لا تحمد عواقبها، وهو قد اخطأ مثلا في رفع سقف مواقفه ولاسيما في تأكيد المقربين منه انه لا توزير للراسبين في الانتخابات وان وزارة الاتصالات لن تبقى مع التيار الوطني ولن تسند مجددا الى الوزير جبران باسيل فحصل العكس وقد تسند «الاتصالات» لباسيل في نهاية المطاف. وأضاف النائب الشمالي: ان الاكثرية في وتيرة تراجعية وهي تصاب بالضعف يوما بعد آخر ويلعب النائب جنبلاط الدور الابرز في ايصال الامور الى ما وصلت اليه فهو قد تصالح مع سورية بشكل او بآخر ويعمق علاقاته مع حزب الله الى أقصى الحدود ولم يعد مهما ما اذا قام بزيارة دمشق او لا.
وقد يكون جنبلاط يعيش هاجس الاغتيال بما انه قد بلغ العقد السادس من عمره اذ اغتيل والده وجده في هذه السن مما دفع به الى اعداد العدة اللازمة لتسليم نجله تيمور لخلافته في زعامة المختارة.