بيروت ـ زينة طبّارة
وصف عضو كتلة المستقبل النيابية وتكتل لبنان أولا النائب نبيل دوفريج المرحلة الحالية تارة بالهبة الساخنة وطورا بالباردة، معتبرا ان العرقلة غير محصورة في الداخل اللبناني فحسب انما هناك ايضا عرقلة متأتية من الخارج تعمل على طرح ظلالها على ساحة التأليف، مشيرا الى ان خيط التفاؤل بالتوصل الى تأليف الحكومة لم ينقطع بعد بناء على استمرار الاتصالات بين الرئيس المكلف والعماد عون، الأمر الذي يرى فيه النائب دوفريج ان مسار التكليف الثاني للرئيس الحريري لم يصل بعد الى طريق مسدود، وان هذا الأخير بانتظار الرد على طرحه الأخير الذي تقدم به للعماد عون، حيث سيبنى لاحقا على الشيء مقتضاه.
ولفت النائب دوفريج في تصريح لـ «الأنباء» الى ان جزءا من المشكلة يكمن في اعتقاد المعارضة ان التنازلات التي يبديها فريق الاكثرية لصالح التأليف والبلاد والسلم الأهلي والاصلاحات ناتجة عن ضعف لديه، موضحا ان تنازلات الاكثرية مبنية على قناعتها بوجوب قيام حكومة ائتلاف وطني في غياب الوفاق الوطني، مؤكدا من جهة اخرى ان فريق الاكثرية مقتنع بأن الموضوع ليس موضوع حقيبة بالزائد من هنا او اخرى بالناقص من هناك، كون العنوان الاساسي للتكليف الذي ترفعه الاكثرية النيابية والذي يعمل لأجله الرئيس المكلف، هو تكوين سلطة تنفيذية تستطيع النهوض بالبلاد على جميع المستويات لاسيما على المستوى الاقتصادي، بهدف تطبيق الالتزامات اللبنانية امام المجتمع الدولي حيال الاصلاحات الواردة في مؤتمر «باريس 2» و«باريس 3».
وردا على سؤال اكد النائب دوفريج ان التضارب بين موقفي رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس كتلة «لبنان الحر الموحد» النائب سليمان فرنجية، لا يعكس اطلاقا وجود تضارب في المواقف بين سورية وايران، وذلك لاعتقاده ان التحالف السوري ـ الايراني أقوى وأمتن من التعرض لأي اهتزاز او ازمة بين الدولتين قد تنشأ على خلفية الملف اللبناني، وفي سياق المتصل يعتبر النائب دوفريج ايضا، انه من الخطأ الكبير الاعتقاد ان المسعى الغربي لاستعادة سورية الى حضن الشرعية الدولية سيؤدي الى فسخ تحالفها مع ايران وبالتالي الى انعكاس الفسخ ايجابا على الداخل اللبناني، كون التحالف بين سورية وايران من أقوى التحالفات التي شهدها التاريخ على مدى العصور والأزمنة، مؤكدا ان لا لقاءات عربية ـ عربية، أو عربية ـ غربية تستطيع التأثير سلبا على التحالف السوري ـ الايراني، وبالتالي فك الارتباط بينهما الذي بدأ منذ العام 1978 اي مع سقوط حكم الشاه في ايران ويستمر حتى يومنا الحالي، والذي يزداد متانة وصلابة مع مرور الزمن.