بيروت ـ أحمد منصور
اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي عسيران ان العقد الموجودة والمؤدية لعدم تأليف الحكومة لم تعد تمت بصلة الى الخارج، وانها قضية توازنات داخلية ولابد انها جوهرية بالنسبة للفرقاء بالداخل، لافتا الى ان اللقاء الذي جمع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الاسد في سورية كانت له انعكاسات ايجابية على الوضع اللبناني برمته.
وقال عسيران في حديث لـ «الأنباء»: «اعتقد ان الوقت اصبح قريبا لاننا في نهاية مطاف الاستشارات والجميع يريدون تأليف حكومة بسرعة، كما ان اجتماعا قريبا بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية يجب ان يحسم الامور باتجاه التأليف، والمواطن مازال في حالة من الترقب والانتظار لهذا التأليف».
باب المزايدة
اضاف عسيران «ان الكلام عن تشكيل حكومة من الاكثرية ومن اي جهة اتت هو فقط من باب المزايدة، كما ان مصلحة لبنان تتطلب اشراك الجميع في اخذ القرارات، خصوصا ان المرحلة المقبلة في منطقة الشرق الاوسط يبدو انها مرحلة صعبة وعلى لبنان ان يكون مجتمعا من خلال رؤية موحدة في مجلس الوزراء، ان الحياة السياسية تتطلب الاجتماع من خلال مجلس الوزراء ومجلس النواب لحلحلة مشاكل المجتمع اللبناني، خصوصا ان لبنان يعيش ظروفا استثنائية، لذا نتمسك بحكومة وحدة وطنية وبالصيغة المطروحة 15 ـ 10 ـ 5.
مجلس الشيوخ
ورأى عسيران ان الحل في لبنان يكمن في انشاء الهيئة العليا المتعلقة بإلغاء الطائفية السياسية، وفي ذات اليوم يتم انشاء مجلس للشيوخ ويكون محدد الصلاحيات لحفظ مصالح لبنان الكبرى وحقوق وحريات وهواجس الطوائف اللبنانية، وعندها يمكن ان تقوم حياة سياسية مدنية مرنة وأحزاب تتعاطى فيها.
ولفت عسيران الى ان اتفاق الطائف لم نتمكن من تنفيذه لان ما وعدت به الادارة الاميركية بالطائف لم ينفذ، اي استمر الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب واستمرت الحروب فيه وعلى ارضه احد عشر عاما بعد اتفاق الطائف.
وقال عسيران: «من المعروف ان لبنان يتخبط في مشاكل كثيرة منذ اكثر من اربعين عاما عندما سمحت الولايات المتحدة الاميركية لاسرائيل بضرب اسطول طيران الشرق الاوسط على ارض مطار بيروت سنة 1968، فمنذ ذلك الحين قامت المشاكل الداخلية والاقليمية والدولية في لبنان وبين اللبنانيين على مختلف جهاتهم، ونظرا للحرية المهمة التي كان يتمتع بها لبنان، كان ابناء البلاد يتجيشون في مختلف الجهات، حيث كبرت الاحداث ولم يعد النظام السياسي قادرا على التعاطي مع المتناقضات الموجودة على ارضه، ومازال هذا الامر مستمرا حتى الساعة، فكل امر كبير او صغير تتدخل فيه الدول او يقوم اللبنانيون بزج الدول بزواريبهم السياسية، كثيرون يتحدثون عن الحرية والديموقراطية والنظم السياسية وقوانين الانتخاب، فنحن في لبنان لم نتمكن حتى الساعة من ان نضع نظاما سياسيا مبنيا على العدالة المطلقة، ولم نتمكن من تحديث قانون الانتخاب «بملء عين» جميع اللبنانيين، واني أعزو ذلك الى الحروب المستمرة منذ أربعين عاما، فهذا يخاف ذاك وذاك يخاف من هذا، وكما يقول المثل «احترنا يا قرعة من اين نبوسك».
الضغط على الفلسطينيين
مؤكدا الاسباب الكامنة وراء عدم تشكيل الحكومة بالسرعة المطلوبة هي من آثار المشاكل الموجودة في لبنان منذ 40 عاما.
ورأى عسيران ان من اطلق الصواريخ الاسبوع الماضي من الجنوب باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة يد اسرائيلية والمستفيد منها اسرائيل لتغطية ما تقوم به في القدس والضغط على الفلسطينيين للهروب من مفاوضات السلام في المنطقة.