حرص الرئيس الاميركي باراك أوباما بعد مرور عام على انتخابه على ان يذكر الاميركيين بالمشاكل الهائلة التي ورثها من سلفه جورج بوش من أزمة اقتصادية الى الحرب في أفغانستان.
ومع تراجع شعبيته عن المستويات العالية وبعد الخسائر التي مني بها حزبه الديموقراطي في انتخابات محلية يوم الثلاثاء الماضي اختار أوباما الا يقيم احتفالا خاصا في الذكرى الاولى التي حلت اول من امس لانتخابه كأول رئيس أسود للولايات المتحدة.
وسافر أوباما بدلا من ذلك الى ولاية ويسكونسن ليلتقي الاطفال في قاعة الرياضة بإحدى المدارس في اطار الترويج لرسالته التي ترى ان التعليم هو عمود اساسي في خطته لانعاش الاقتصاد.
وانتخب أوباما بوعد بإحداث تغيير كاسح بعد 8 سنوات من حكم بوش، لكن بدأ العديد من الاميركيين يعربون عن نفاد صبرهم من وعوده التي لم تثمر بعد.
وحاول أوباما في خطابه اول من امس ان يؤكد ان ادارته حققت بعض النجاحات بالفعل وان يذكر الاميركيين بالتحديات الهائلة التي ورثها من بوش حين تولى السلطة في يناير الماضي.
وقال «قبل عام توجه الاميركيون من شتى انحاء البلاد الى صناديق الاقتراع وأعطوا أصواتهم للمستقبل الذي يريدونه ان يتحقق».
لكنه قال أيضا ان ادارته تواجه «أزمة مالية تهدد بادخال بلادنا في كساد عظيم هو أسوأ ما رأيناه منذ اجيال»، واضاف «لدينا عجز قياسي وحربان وتحالفات بالية حول العالم».
وصرح أوباما بأن ادارته تحركت سريعا لانقاذ الاقتصاد من «انهيار وشيك. وعلى الرغم من ان امامنا طريقا طويلا الا اننا أحرزنا تقدما له معنى صوب تحقيق هذا الهدف».
وبعد مرور 9 اشهر على تولي أوباما للرئاسة يتهمه منتقدوه الجمهوريون بأنه يستغل «ورقة القاء اللوم» على بوش الجمهوري الذي ترك مقعد الرئاسة في البيت الابيض بعد ان تدنت شعبيته الى مستوى قياسي.
وانخفضت نسبة التأييد لاوباما من اكثر من 70% الى 50% وهو يحاول اقرار نظام جديد لاصلاح الرعاية الصحية ووقف تيار فقدان الوظائف واتخاذ قرار بشأن ارسال مزيد من القوات الى الحرب في أفغانستان التي تخسر تأييد الرأي العام الأميركي بشكل متصاعد.
وخسر يوم الثلاثاء الماضي مرشحان ديموقراطيان دعمهما أوباما في سباق حاكم ولاية كل من فرجينيا ونيوجيرسي ونفى البيت الابيض ان تكون هذه الخسائر بمثابة استفتاء على اداء الرئيس.