- حمد بن جاسم: على الدول الأشقاء النظر إلينا كشقيق أصغر
عواصم - وكالات: أعرب وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن استغرابه من قيام السعودية والإمارات والبحرين بفرض «إجراءات جائرة» على بلاده، دون ان تكون لهم مطالب واضحة.
وأوضح في حوار مع تلفزيون قطر الرسمي بث مساء امس الأول أن «التناقضات في التصريحات والاتهامات (من مسؤولي الدول المحاصرة) هي أكبر دليل على هشاشة أساس هذا الخلاف الذي لا نعرف خلفياته حقا».
وقال وزير خارجية قطر: «هناك جهد حثيث من أشقائنا في الكويت وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للحصول على رؤية واضحة لمطالب هذه الدول التي اتخذت إجراءات جائرة ضد دولة قطر»، وأردف: «إلى الآن لم يتم تسليم الكويت أي مطالب ولم تسلم حتى لائحة اتهامات وقد حيرتنا تصريحات المسؤولين من هذه الدول».
وتابع: «مرة يذكرون انهم سيسلمون المطالب إلى الكويت وان الخلاف خليجي- خليجي ويجب احتواؤه خليجيا، ومرة أخرى يقولون إن المطالب ستسلم إلى الولايات المتحدة، ومرة أخرى يريدون ان تقوم قطر بإجراءات تتجاوب مع المطالب التي هي واضحة ولا نعرفها للأسف».
من جانبه، دعا رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم، خلال مقابلة تلفزيونية جديدة أجراها مع الـ «سي.أن.أن» الدول الأشقاء: السعودية والإمارات والبحرين الى ينظرون إلى قطر كشقيق أصغر وبلد صغير، معتبرا أن ما حدث لامس نزاهة الدوحة، وأن التغطية الإعلامية للمقاطعة جاءت بشكل لم تعتد عليه قطر.
وتحدث وزير الخارجية القطري عن أن الإساءات التي تتلقاها قطر حاليا جراء كشف الملفات التي تربطها بالإرهاب ستترك جرحا، إلى جانب أن بلاده لم تعتد على هذا النوع من الإساءات، كما يقول.
ووجه بن جاسم رسالة إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، طالبا منه النظر في المسألة.. من ناحية استراتيجية وبطريقة عادلة.
الى ذلك، تلقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر رسالة شفوية من الرئيس الإيراني حسن روحاني. وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إن حسين جابري انصاري مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية قد ابلغ تلك الرسالة خلال اجتماعه مع الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري امس الاول ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل بشأن الرسالة.
وفي سياق متصل، قال سعد شريدة الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة قطر للبترول لقناة الجزيرة: إن قطر لن تقطع الغاز عن دولة الإمارات العربية المتحدة على الرغم من خلافهما الديبلوماسي وبند يتعلق بحالة «القوة القاهرة».
وأدلى الكعبي بهذه التصريحات في مقابلة مع الجزيرة التي نشرت هذه التصريحات على موقعها الرسمي باللغة العربية على تويتر امس ويربط خط دولفين لأنابيب الغاز حقل الشمال القطري الضخم بدولة الإمارات وسلطنة عمان ويضخ نحو ملياري قدم مكعبة من الغاز يوميا لدولة الإمارات.
وقال الكعبي «الحصار الذي نحن فيه اليوم قوة قاهرة ونستطيع أن نغلق أنبوب الغاز إلى الإمارات، لكن إذا قطعنا الغاز، فسيتسبب ذلك في ضرر كبير للإمارات وشعب الإمارات شعب يعتبر إخوانا. ارتأينا لا يقطع الغاز الآن».
الى ذلك، طلبت مملكة البحرين من جنود قطريين متمركزين فيها في اطار خدمتهم في القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، المغادرة على خلفية الأزمة الديبلوماسية مع الدوحة، بحسب ما أفاد امس مصدر مطلع على القرار.
وتضم البحرين قاعدة اميركية تعمل فيها القيادة المركزية للقوات البحرية، وتشمل عسكريين من دول في المنطقة، ينفذون مهام تتعلق بالحرب على تنظيمات متطرفة في الشرق الأوسط.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس: ان السلطات البحرينية أوضحت «للقائد المسؤول عن القاعدة ان على القطريين المغادرة»، مضيفا ان على هؤلاء مغادرة المملكة الخليجية خلال 48 ساعة.
وتابع «لا يزالون في القاعدة، لكن من المرجح ان يغادروا خلال اليومين المقبلين»، من دون ان يفصح عن اعداد هؤلاء الجنود.
وفي السياق نفسه، حظر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات التعامل مع أي جهة قطرية ومنع أي مشاركة في فعالية قطرية أو ممولة من قطر.
وقال الاتحاد في بيان امس «على جميع الكتاب والأدباء والمثقفين والعاملين في حقل الكتابة والإبداع في دولة الإمارات عدم التعامل مع أي جهة قطرية أفرادا ومؤسسات، داخل الدولة أو خارجها».
وتابع البيان أن الاتحاد قرر أيضا «منع إقامة أي نوع من أنواع التواصل أو المشاركة في أي فعالية قطرية أو تابعة لقطر أو ممولة من قطر، وذلك حتى لا يقع تحت طائلة المساءلة».
وترجمة لهذا القرار، أعلن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات استبعاد قطر من فعاليات الدورة الثامنة لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي التي يجري الإعداد لها حاليا.
وبذلك تقتصر المشاركة في ملتقى الإبداع الخليجي على الإمارات والبحرين والسعودية والكويت سلطنة عمان إضافة إلى اليمن والعراق.
ونقل البيان عن حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات «نحن إذ نتخذ قرارنا في مقاطعة دولة ثبت بالدليل القاطع ضلوعها في دعم الإرهاب إنما نحمي حريتنا ومبدأنا وندافع عن مناخات التعدد والانفتاح التي قامت عليها دولة الإمارات».