واشنطن - أحمد عبدالله
السؤال الذي يظهر بين الفينة والأخرى بين هبات عاصفة المصاعب السياسية التي تواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو: ما الاحتمالات الواقعية لإقالة الرئيس الأميركي؟ بعبارة أخرى يتحول السؤال إلى أسئلة هي: إلى أي نتيجة سينتهي كل هذا السيرك السياسي الذي تشهده واشنطن في اللحظة الراهنة؟ وماذا يريد خصوم ترامب؟ وهل بوسعهم تحقيقه دون إقالة الرئيس؟ أم إن عليهم التصعيد حتى الوصول إلى سقف الإقالة؟ أي بكلمات مختصرة ما المقصود من كل هذه الجلبة؟
والرد المختصر على هذا المسلسل من الأسئلة أن الديمقراطيين ربما لا يريدون ولوج طريق إقالة الرئيس بالنظر إلى الهزة التي تحدثها مثل تلك الخطوة ليس فقط في البنية السياسية بالولايات المتحدة ولكن في العالم. ذلك أن لذلك البلد الكبير تأثير يصل الى أركان الأرض الأربعة سواء أحببنا ذلك أو كرهناه.
ما الهدف إذن؟ بكلمتين مختصرتين الهدف هو وضع الرئيس في قفص مع بقائه خلف مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض. إن هدف معارضي ترامب ليس إقالته، الهدف هو عزل الرئيس من الوجهة الفعلية ومن ثم تقليص مساحة تأثيره وتأثير خطه المزعج للمؤسسة السياسية التقليدية- بما في ذلك الكونغرس- على تلك المؤسسة وعلى تقاليد وعادات الصفوة السياسية في واشنطن.
ومدخل عزل الرئيس دون عزله- ان جاز التعبير- هو رجل واحد: روبرت موللر. لقد قطع موللر شوطا بعيدا في مشوار وضع الأسس القانونية لاتهام الرئيس بعرقلة العدالة. وموضوع العرقلة هو أيضا رجل واحد: جيمس كومي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
ولدى موللر- وفقا لمعلومات متداولة في واشنطن وان همسا- ما يكفي لوضع بعض من أسس اتهام الرئيس. بيد أن المدير السابق للتحقيقات الفيدرالي لم يكمل حلقته بعد. بعبارة أخرى لايزال أمامنا عدة أسابيع ربما تصل إلى مطلع الخريف حتى اكتمال الحلقة التي تحيط بالرئيس من الوجهة القانونية. ما سيحدث بعد ذلك هو مسلسل من المساومات. الرئيس لايزال متمسكا بعناده. ولكن ليس بوسع احد الوقوف بحزم ضد هذا التحالف الشرس الذي يقف في مواجهة ترامب. وقتها ستبدأ المساومات التي بيد الرئيس وحده حسمها، إما أن يواصل عناده أو أن يستسلم لما يسمى «المؤسسة». ساعتها سنرى رئيسا كغيره من الرؤساء، إنه لن يكون دونالد ترامب، لكنه سيكون شيئا من قبيل باراك ترامب.