عواصم ـ وكالات: واصلت القوات العراقية، امس تضييق الخناق على آخر الأحياء الخاضعة لتنظيم داعش بالمدينة القديمة غرب الموصل، ملقية منشورات فيها توصيات للمواطنين ودعوات للمتطرفين بالاستسلام.
وبدأت القوات العراقية، أول من أمس اقتحام المدينة القديمة في الشطر الغربي من الموصل في شمال العراق، سعيا لطرد آخر متطرفي التنظيم المتحصنين فيها.
وألقت وحدات العمليات النفسية، بالتنسيق مع القوات الجوية العراقية، ما يقارب 500 ألف منشور في سماء الموصل. ويعلّم المنشور المواطنين بأن القوات العراقية «تحيط بالموصل القديمة من كل مكان، وقد شرعت بالهجوم من جميع الاتجاهات».
كما يدعو المنشور الموقع من قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، المواطنين إلى «الابتعاد عن الظهور في الأماكن المفتوحة واستغلال أي فرصة تسنح أثناء القتال ستوفرها القوات للتوجه إليها، تفاديا لاستغلالكم كدروع بشرية».
وعلى الضفة المقابلة من نهر دجلة، تمركزت آليات هامفي قرب المسجد الكبير في شرق الموصل المواجه للمدينة القديمة، وبدأت تبث عبر مكبرات الصوت رسائل إلى المدنيين والمتطرفين.
وأكدوا للمدنيين المحاصرين داخل المدينة «نحن قادمون إلى المدينة القديمة، القوات الأمنية على وشك إنهاء معاناتكم. شرق الموصل وغربها سيتحدان مجددا قريبا».
أما للإرهابيين، فخيرتهم القوات الأمنية بين قرارين «الاستسلام أو الموت»، إلى جانب رسائل أخرى مختلفة.
وأوضح ضابط كبير في الفرقة 16 بالجيش العراقي أن «هذا جزء من الحرب النفسية التي نشنها ضد داعش».
في سياق آخر، قال رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي امس إن بلاده «لن تكون طرفا في أي نزاع بين الدول».
جاء ذلك في كلمة للعبادي بثها التلفزيون العراقي الرسمي، قبل مغادرته بغداد إلى السعودية، في زيارة تعد الأولى له منذ تسلمه مهام منصبه نهاية 2014، وتأتي ضمن جولة اقليمية.
وقال في الكلمة: «سنغادر في زيارة لدول إقليمية مجاورة من أجل التواصل وتعزيز العلاقات الثنائية، فالعراق خرج لتوه منتصرا، ويريد التنسيق مع هذه الدول للقضاء على الإرهاب».
وشدد العبادي على أن «العراق لن يكون طرفا بأي نزاع، ولن تكون أرضه مكانا للعدوان على أي دولة جارة، بل هو يريد الدفاع عن حدوده بعد الحرب الإرهابية المدمرة التي شنت عليه».
وأضاف أنه «تم إغراق المنطقة بالحروب، ونريد علاقات جديدة مبنية على الاحترام المتبادل واحترام السيادة».
وفي السياق ذاته، كشف مصدر رفيع في الحكومة العراقية، أن «محور الزيارة سيتركز على بناء العراق علاقات حسن جوار مع الدول، والتأكيد على موقفه الرافض لفرض أي حصار على أي دولة في المنطقة والتأكيد على موقف العراق الرافض أيضا لأن يكون طرفا في نزاع بين الدول».