بيروت ـ عمر حبنجر
مع توافق اركان المعارضة على الحقائب الوزارية والاسماء العشرة، في الاجتماع الليلي الحاسم بمقر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ساد الاعتقاد بأن اعلان التشكيلة الحكومية مسألة ساعات، بل مجرد لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري بالعماد ميشال عون الذي كلفه المجتمعون بابلاغ قراراتهم الى الرئيس المكلف.
لكن جرس التشكيل لم يقرع امس السبت، وربما لن يرن اليوم الاحد، او غدا الاثنين، لاعتبارات سياسية ومعنوية جوهرها السياسي ان المعارضة اوفدت الوزير جبران باسيل، بدلا من عمه العماد عون الى بيت الوسط حيث ابلغ الرئيس المكلف بأن المعارضة ستسلمه اسماء وزرائها يوم الاثنين، والمعنوي ان الاكثرية التي يتزعمها الرئيس المكلف سعد الحريري ترفض ان تتولى المعارضة، التي فرضت عرقلة تشكيل الحكومة، فرض توقيت اعلانها الذي هو شأن رئيسها دون سواه.
وكما يقول احد الاكثريين: لن يقبل سعد الحريري بأن تكون الحكومة فعل قرار المعارضة، تعطيلا او تشكيلا، وان على المعارضين ابلاغ الرئيس المكلف بالتوزيعة التي اعتمدوها لحقائبهم العشر المتفق عليها، ليغدو شأن الرئيس المكلف اعلان الحكومة بعد التشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
ومن هنا كان همود الاستنفار السياسي والاعلامي لاعلان الحكومة امس، لحاجة الاكثرية الى وضع اللمسات الاخيرة على توزيعتها الحكومية اسماء وحقائب ايضا في ظل ارباكات طالت الجانب المسيحي في هذه الاكثرية نتيجة التنافس على الحقائب المقررة.
عقدة تمثيل مسيحيي 14 آذار
بيد ان المخرج لتمثيل مسيحيي 14 آذار كان تمثيل حزب الكتائب بوزير ماروني لتلافي علامة ضعف قد تظهر فيها الكتائب مستقيلة من التمثيل الماروني، اذا تمثل بأرثوذكسي او كاثوليكي.
اما القوات فإنها لا تتأثر اذا تمثلت بوزير غير ماروني، ومن هنا طالبت الكتائب بوزارة الصناعة بدلا من السياحة، وهما الحقيبتان اللتان سبق ان شغلهما وزير كتائبي، واللتان ألحقتا هذه المرة بالحصة العونية، لكن امام تعذر الاستجابة لها طالبت بحقيبة وزارة التربية بديلا، لكن الرئيس المكلف عرض اعطاء الكتائب وزارة العمل الواقعة مكاتبها في الضاحية الجنوبية، بيد ان الرئيس الجميل تحفظ على هذا العرض.
وزراء كتلة الإصلاح والتغيير
العماد عون اجتمع بكوادر تياره والحلفاء وتم اختيار صهره جبران باسيل لوزارة الطاقة بدلا من وزارة الاتصالات، والنائب السابق كميل الخوري للسياحة، واللواء المتقاعد نديم لطيف للاتصالات، وسيبوه هو فنانيان عن حزب الطاشناق للصناعة، وعضو المكتب السياسي في تيار المردة يوسف سعادة وزير دولة.
بدوره قال النائب ميشال فرعون الذي سيكون بين وزراء الاكثرية في الحكومة العتيدة، ان البيان الوزاري للحكومة السابقة سيكون منطلقا لفك العقد حول بعض المسائل الحساسة.
هل ستكون الحكومة قابلة للحياة
وتساءل الوزير الاكثري محمد الصفدي الذي سيحتفظ بموقعه في الحكومة الجديدة كما يبدو، عن امكانية تشكيل حكومة قابلة للحياة من مجموعة تختلف فيما بينها الى حد التناقض، وطالب الرئيس ميشال سليمان بأن يضع النواب امام مسؤولياتهم من اجل الغاء الطائفية السياسية، بعدما اصبحت ازمة تشكيل الحكومة ازمة نظام لا يمكن الخروج منها الا باصلاحات دستورية اساسية في طليعتها الغاء الطائفية السياسية واقرار اللامركزية الادارية الموسعة، بحيث تتشكل الحكومة على اساس برنامجها وليس على قاعدة حجم القوى السياسية.
الاجتماع الحاسم لقوى المعارضة
شعاع الامل بولادة وشيكة للحكومة انطلق عقب الاجتماع الليلي لقادة المعارضة في مقر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بحضور رئيس المجلس نبيه بري ورئيس كتلة الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ووزير الاتصالات جبران باسيل الى جانب النائب علي حسن خليل وحسين خليل ووفيق صفا، من حزب الله، حيث تقرر السير في تشكيل الحكومة.
وكان عون استمهل حلفاءه في المعارضة 24 ساعة لبت اسماء وزراء كتلته بصورة نهائية، وهو ما اكد عليه الوزير باسيل المقرر ان يتسلم وزارة الطاقة خلال لقائه الرئيس المكلف.
توزيعة الحقائب
وبالتزامن مع ذلك كشف النقاب عن صيغة الحل التي عرضها الرئيس المكلف على المعارضة وهي تتضمن الآتي:
- التيار الوطني الحر وحلفاؤه 5 وزارات: الاتصالات، الطاقة، الصناعة، السياحة، ووزارة دولة.
- كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري: الخارجية، الصحة، والشباب والرياضة على الأرجح.
- حزب الله: الزراعة والتنمية الإدارية.
- كتلة تيار المردة: وزارة دولة.
لائحة الأكثرية
ويبقى ان تستكمل قوى الأكثرية توزيع الحصص والأسماء فيما بينها، حيث علم أن لائحة الترشيحات ستتضمن الاسماء التالية:
- مرشحو الموارنة: النائب بطرس حرب للعدل، الوزير زياد بارود للداخلية وسليم الصايغ للعمل.
- اما الوزراء الكاثوليك فهم: ميشال فرعون للإعلام، وروجيه نسناس على الأغلب او نيقولا حمناوي للسياحة.
- والوزراء الأرثوذكس هم: الياس المر (للدفاع) عماد واكيم، طارق متري، والنائب جوزف المعلوف.
- وعن الأرمن: جان اوغاسبيان.
- وتراوحت اسماء الوزراء السنة بين: ريا الحفار حسن لوزارة المال، او الابقاء على الوزير محمد شطح، ومحمد الصفدي للاقتصاد، وورد اسم عدنان القصار ورضوان السيد ونادر الحريري.
عون: الأكثرية حاولت كسري
وقبل ذلك قال العماد ميشال عون، وفي حديث لصحيفة «الشرق الاوسط» ان بعض الموالين ارادوا كسره من خلال اعطائه وزارات ثانوية، نافيا وجود ڤيتو على تولي صهره جبران باسيل وزارة الاتصالات مجددا، غير انه ألمح الى انه لن يتولاها، معتبرا ان من الجيد ان يضع باسيل خطة اخرى لوزارة اخرى، بعد نجاحه في وزارة الاتصالات.
وكرر عون دفاعه عن سلاح حزب الله، وقال انه موجود منذ 27 سنة ولم يؤذ احدا في الداخل، مشيرا الى سلاح آخر على ارض لبنان ارتكب مجازر ضد الجيش قاصدا «فتح الاسلام» التي اتهمها مع القاعدة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وقال عون للصحيفة عينها ان الشيعة في لبنان لا يريدون مشروع «ولاية الفقيه».
الوزير باسيل وزيارته دمشق
وزير الاتصالات جبران باسيل اعلن خلال جولة تفقدية على منشأت «ام تي سي» الخليوية، ان العمل جار على حل بعض التفاصيل التي مازالت عالقة في تشكيل الحكومة، نافيا ان تكون زيارته الى سورية على علاقة بالشأن الحكومي.
وقالت مصادره ان زيارته الى دمشق كانت من اجل تعزية المستشارة بثينة شعبان بوفاة والدتها، وهي قد أرجئت أياما قليلة بانتظار انجاز الجزء الاساسي من الحل الحكومي، وحتى لا ينسج المتضررون على المنوال المفضوح.
وفي هذا السياق أشارت قناة «المنار» التابعة لحزب الله الى الجهد غير المسبوق الذي بذلته دمشق لتذليل عقبات تأليف الحكومة.
رعد: نحن أمام فرصة حقيقية
من جهته، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، قال: اننا امام فرصة حقيقية لتشكيل الحكومة ومكابرة البعض لن تنفع.