بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلتي «زحلة بالقلب» و«القوات اللبنانية» النائب طوني ابوخاطر ان حجم التنازلات التي قدمتها قوى 14 آذار والاكثرية النيابية على حساب ارادة الشعب وتوجهاته، كانت اكثر من كافية لولادة الحكومة فيما لو كان لدى فريق الاقلية النوايا الحسنة، الامر الذي يجعل النائب ابوخاطر يعتبر ان العناوين العريضة لمسار قوى 8 آذار السياسي لا تشير الى ازمة تأليف حكومة فحسب انما الى مخاطر جسيمة باتت تداهم النظام اللبناني الديموقراطي، وهي التي حاول البطريرك الماروني نصر الله صفير التحذير منها لتفادي ابعادها ومساوئها.
واشار النائب ابوخاطر في تصريح لـ «الأنباء» الى حجم التباين الكبير بين مواقف المعارضة وتحديدا مواقف «حزب الله» حيال دعوته اللبنانيين الى وحدة الموقف والكلمة في وجه العدو الاسرائيلي ومخططاته العدائية تجاه لبنان، وبين ما يمارسه عمليا على ارض الواقع حيال تأليف الحكومة، متسائلا ما اذا كان عمل المقاومة ينحصر فقط في العمل العسكري لها دون اعارتها اي اهمية لتأليف حكومة تتصدى الى جانبها للعدو الاسرائيلي من على المنابر والمحافل الدولية، لاسيما من داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة، تماما كما ساندتها في التصدي له خلال عدوان يوليو 2006.
ولفت النائب ابوخاطر الى ان هناك ثمة بوادر حلحلة سورية ظهرت من خلال مواقف زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، الامر الذي رفع من منسوب التفاؤل في اليومين الاخيرين، وادى في المقابل الى الشعور بوجود تباين بين موقفي العماد عون والنائب فرنجية، معتبرا بناء على المواقف الايجابية للنائب فرنجية مشكورا، ان هناك على ما يبدو نية سورية للحلحلة وبالتالي للتعجيل بتأليف الحكومة، معربا عن دعم الاكثرية لاي موقف ايجابي من شأنه حلحلة التعقيدات ايا كان صاحب الموقف ومصدره، ومعربا في المقابل عن اسفه لاستمرار البعض في افساح المجال امام اللاعب الايراني كي يكون لاعبا اساسيا على الساحة اللبنانية، يملي عليهم القرارات بدل ان يكونوا هم اسياد قراراتهم وتوجهاتهم.
وحول البيان الوزاري فيما لو تألفت الحكومة، لاسيما حول المطالبة بضرورة دعمه للمقاومة اكد النائب ابوخاطر ان الجميع في لبنان ودون استثناء يدعم المقاومة كحق مقدس من حقوق الشعوب في تحرير اراضيهم المحتلة، ايا تكن هوية المحتل واسباب احتلاله لها، انما بشرط ان يكون العمل المقاوم واستعمال السلاح تحت إشراف الدولة اللبنانية من خلال سلطتها التنفيذية وقيادة الجيش، لافتا الى ان السلاح غير الشرعي قد احيل الى طاولة الحوار الوطني برئاسة فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان لمعالجته من خلال منظومة دفاعية وطنية كاملة متكاملة، الامر الذي لم يعد يستوجب ادراجه في البيان الوزاري وبالتالي خلق مادة خلافية جديدة لبنان بغنى عنها وعن ارتداد سلبياتها عليه وعلى اللبنانيين. وختم النائب ابوخاطر معلقا على الانتقادات التي طالت البطريرك صفير، معتبرا ان هذا الاخير هو ضمير لبنان واللبنانيين مسلمين ومسيحيين على حد سواء، وان بكركي كانت ومازالت عبر التاريخ اللبناني الحديث والقديم صرحا وطنيا لصياغة اسس الكيان اللبناني واستقلاله، مؤكدا ان كلام البطريرك الاخير لمجلة المسيرة ما كان ليقال لولا شعوره الفعلي والعميق بالخطر الذي بات يداهم النظام اللبناني الذي ساهمت بكركي في تأسيسه وحرسته عبر مواقف البطاركة المتعاقبين عليها، بدءا من يوحنا مارون وصولا اليه.