لا يبدو ان الوضع على الحدود اليمنية – السعودية سيشهد هدوءا قريبا مع اعلان المتمردين الحوثيين عزمهم مواصلة القتال فيما قال مساعد وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلطان آل سعود ان المملكة لن توقف ضرباتها الجوية ضد المتمردين الحوثيين قبل تراجعهم عشرات الكيلومترات داخل حدود اليمن.
وأكد الأمير خالد خلال زيارة لموقع عسكري على طريق مدينة الخوبة بالقرب من الحدود مع اليمن «لن نوقف الضربات الجوية حتى يعود الحوثيون عشرات الكيلومترات من الحدود السعودية».
كما ذكر ان عودة اهالي القرى السعودية الحدودية التي تم اخلاؤها «ستكون متى ما تاكدنا ان مناطقهم آمنة وان العصابات المتسللة غير موجودة».
واضاف الأمير خالد «أصبح الوضع في أراضي المملكة كما كان وليس بها أحد وقد تم تطهير كل شبر من الأراضي السعودية».
وأكد في تصريح صحافي ان «كل من يحاول الدخول سواء بأعداد بسيطة..اثنين او ثلاثة قناصة فإن هناك منطقة قتل لمن يقترب من الحدود».
وقال ان عودة الأهالي إلى قراهم لن تتم قبل وقف القصف والتأكد من تراجع المتسللين لمسافة عشرات الكيلومترات من الحدود.
وحول ما تردد عن طلب المتسللين الصلح مع الحكومة السعودية قال الأمير خالد «ان الصلح موجود أصلا اذا تراجعوا عن غيهم وكفوا عن دخول الأراضي السعودية».
وفيما يتعلق بحجم الخسائر لدى الجانبين قال ان المتسللين تكبدوا خسائر كثيرة بينما هناك 4 مفقودين من الجانب السعودي.
من جهتها، نددت دول مجلس التعاون الخليجي بالانتهاكات التي قام بها المتمردون الحوثيون ضد الأراضي السعودية، مؤكدة وقوفها إلى جانب المملكة للحفاظ على أمنها.
ونوه أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية «بحكمة وحنكة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته في التعامل مع المتسللين المسلحين الذين انتهكوا حرمة الأراضي السعودية».
وقال العطية، في تصريح له، إن «تعامل القوات المسلحة السعودية بحزم مع تلك التجاوزات يمثل درسا قاسيا لكل من تسول له نفسه الاعتداء على حرمة الأراضي السعودية».
وأضاف أن «المملكة قادرة على حماية أراضيها وتأمين حدودها»، مجددا تأكيده أن أي مساس بأمن البلاد هو مساس بأمن كل دول المجلس لأن أمنها كل لا يتجزأ.
ميدانيا، ذكرت تقارير سعودية أن ضابطا سعوديا نجح في الهرب من أسر جماعة المتمردين الحوثيين بعدما تمكن من الاستيلاء على وثائق هامة وخرائط عسكرية سرية لمواقعهم وتجهيزاتهم العسكرية.
وقالت وسائل الإعلام السعودية امس ان المقدم مظلي سعيد محمد العمري (42 عاما) تمكن من الهرب من آسريه بعدما قضى على 3 منهم واستولى على وثائق هامة ووسائط سمعية وبصرية وخرائط عسكرية سرية لمواقع العناصر الحوثية وتجهيزاتهم العسكرية وأنه موجود حاليا في مستشفى مدينة جازان لتلقي العلاج اللازم من بعض الإصابات البسيطة التي يعاني منها بحسب مقربين من أسرته.
الا أن قناة العربية نقلت عبر مراسلها في المنطقة نفي مسؤولين سعوديين لهذا الخبر. كما نقلت القناة عن مصادر في الجيش السعودي انه تمكن من قتل اربعين متسللا من المسلحين.
من جهة اخرى، أعلن مصدر عسكري يمني امس أن الجيش تمكن من السيطرة على طرق إمداد المتمردين الحوثيين حيث نقلت عنه وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الالكتروني القول ان «وحدات عسكرية شنت هجوما على أوكار إرهابية في محضة وسيطرت على العديد من المواقع في تلك المنطقة بعد ان كبدت تلك العناصر خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وتم تدمير سبع سيارات لعناصر الإرهاب الحوثية في منطقة سبهلة». وأضاف المصدر ان «وحدات الجيش والأمن حققت تقدما كبيرا على طريق سفيان الجوف وكبدت العناصر الإرهابية المتقهقرة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد فيما دمر مخزن أسلحة في تبة الصغير كما تمكنت وحدات عسكرية من السيطرة على منطقة القرن الأسود وطرد العناصر الإرهابية منها». بالمقابل، اعلن المتمردون الحوثيون في اليمن سيطرتهم على مزيد من الاراضي على حدود السعودية امس الاول. وجاء في بيان للمتمردين انهم سيطروا الليلة الماضية سيطرة كاملة على مديرية قبابر واستولوا على كل الامدادات والذخيرة وأيضا المباني ومواقع عسكرية اخرى. وتقع قبابر في محافظة صعدة الجبلية في شمال اليمن حيث تجري معظم المعارك الاخيرة على حدود السعودية.
هذا واتهم زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي السعودية بدعم النظام اليمني في حربه على أنصاره ونفى اتهامات يمنية بحصول مقاتليه على أسلحة إيرانية. وجاء كلام الحوثي في مقابلة مع صحيفة «النهار» اللبنانية التي قالت انها تمكنت عبر وسيط من إجراء حوار مع القائد الميداني للحوثيين. ونفى الحوثي دخول قواته الأراضي السعودية واتهم الرياض بدعم صنعاء في هذه الحرب عسكريا وماديا وإعلاميا وفتح أراضيها للجيش اليمني للالتفاف على قواته.
في غضون ذلك، نفى وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي دعم بلاده لتمرد الحوثيين في اليمن وقال إن إيران تسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وردا على سؤال في مؤتمر عما إذا كان لإيران دور في الصراع قال متكي «إن بلدا يسعى للعب دور في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في كل دول المنطقة.. لا يمكن أن يكون له دور في إثارة التوترات».
ودعا دول الجوار إلى عدم التدخل في شؤون اليمن وأضاف «نحذر بشدة من أن دعم الجماعات الاصولية بالمال والسلاح وكذلك اتباع نهج قمعي تجاه الناس سيكون له عواقب وخيمة».