بيروت ـ عمر حبنجر
ظهرت الحكومة اللبنانية الجديدة في اول صورة رسمية جامعة في حديقة القصر الجمهوري امس يتوسط اعضاءها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري.
وتلا الصورة تعارف الوزراء بعضهم مع بعض ومصافحتهم الرؤساء، قبل ان يجتمعوا في اول جلسة لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس سليمان وحضور الرئيس الحريري، حيث اقتصر جدول اعمال الجلسة على تعيين لجنة صياغة البيان الوزاري للحكومة، الذي يحسب له ألف حساب.
ردود فعل عربية ودولية
في هذا الوقت تتواصل ردود الفعل العربية والدولية المرحبة بالحكومة اللبنانيــة الجديدة، فقد بعث الرئيس السوري د.بشار الاسد ببرقية تهنئة الى نظيره اللبناني واعرب عن امله بأن تكون هذه المرحلة مرحلة خير وتقدم للبنان، كما بعث الرئيس المصري حسني مبارك ببرقية تهنئة الى الرئيس الحريري، وصدر بيان قطري ترحيبي، ووصف احمد داود اوغلو وزير خارجية تركيا اعلان تشكيل الحكومة بالخبر السار، ورحب وزير خارجية دولة الامارات عبدالله بن زايد بالخطوة.
وصدرت بيانات ترحيب من واشنطن وروما وباريس فيما شدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على الاصلاحات، بينما اكد وزير خارجيته برنار كوشنير على دعم فرنسا للحكومة الجديدة.
بدورها سفيرة بريطانيا في بيروت فرنسيس غاي رحبت بالحكومة متمنية التوفيق لجميع الوزراء وتطبيق الاصلاح المطلوب وتطبيق بنود باريس 3 وبرنامج الاتحاد الاوروبي للجوار.
مرحلة البيان الوزاري
ومع تأليف الحكومة الجديدة والتقاط الصورة التذكارية لاعضائها مع الرئيس ميشال سليمان ورئيسي المجلس النيابي والحكومة اتجه الاهتمام الى المرحلة التالية التي لا تقل حساسية عن سابقتها وهي مرحلة اعداد البيان الوزاري للحكومة الجديدة، وسط انقسام عمودي بين فريقي الموالاة والمعارضة حول كيفية التعامل مع سلاح حزب الله الذي تعتبره المعارضة خارج دائرة البحث بينما ترى الاكثرية في الابقاء على النص المعتمد في البيان الوزاري للحكومة السابقة، ما لا يتألف مع القرار الدولي رقم 1701 الذي يحصر وجود السلاح في نطاق الشرعية اللبنانية.
الحريري: للتعاون لا للمناكفات
بيد ان رئيس الحكومة سعد الحريري استبق اي جدل في هذا الشأن بالقول ان الحكومة التي نتطلع اليها ليست طاولة للمناكفات، كما ان الوفاق يعني التعاون والتنسيق والمشاركة، ويعني ايضا جعل مجلس الوزراء سلطة تنفيذية حقيقية، وليس وسيلة لتبادل الحملات وتعطيل العمل بالدستور.
بدوره الرئيس ميشال سليمان وبحسب ما نقل عنه زواره امس استبعد نشوء أزمة حول البيان الوزاري وقال الزوار ان الرئيس يدعو جميع الفرقاء الى التفاهم لما فيه المصلحة الوطنية العليا.
اما الرئيــس نبيه بري فقد ذكر ان محادثات الرئيس الحريري مع قيادات المعارضة تطرقت الى مرحلة ما بعد تأليف الحكومــة، مستبعدا وجود مشكلة في هذا الاطار وخصوصا في بند «حق المقاومة» الذي اعطاه البيان الوزاري للحكومة الحالية لشعب لبنان ومقاومته.
لكن مصادر «القوات اللبنانية» كانت ترى ان لا شيء محسوما في البيان الوزاري، علينا ان ننتظر اولا تشكيل لجنة البيان حيث كل فريق سيدلي بدلوه، مؤكدة أن القوات لن توافق على أي كلمة تتعارض مع التزامات لبنان الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الامن ذات الصلة، لكنها في المقابل لن تذهب الى عبارات حادة كالقول بتجريد حزب الله من سلاحه، واشارت الى ان هذا الموضوع سيكون قيد البحث على طاولة الحوار مشددة على ان مسيحيي 14 آذار لن يتساهلوا في موضوع السلاح.
تراجع المشروع الاميركي
جريدة «الاخبار» القريبة من المعارضة وحزب الله، قالت ان تراجع المشروع الاميركي في المنطقة ولبنان سيجعل التغيير محصورا بفريق 14 آذار حتى اشعار آخر، والبيان الوزاري سيكون اختبارا جديدا ومسيحيو 14 آذار يعرفون جيدا انهم لا يؤثرون على مسار البحث بسلاح المقاومة، وهم لا يمثلون قوة قادرة على خلق ازمة، لكنهم سيحفظون لانفسهم موقفا يعدونه مطابقا لاقتناعاتهم من خلال التحفظ على ايراد عبارات وصياغات توفر الفضاء الرسمي للمقاومة وسلاحها، لانهم لن يجدوا من يعاونهم في مهمتهم أكان من طرف كتلة جنبلاط او قوى الموالاة الاخرى وعلى رأسها الرئيس سعد الحريري.
استياء الكتائب
وزير التربية د.حسن منيمنة وصف العلاقة بين تيار المستقبل وحزب الكتائب بالقوية، مشيرا الى ان وجود تفاهمات بالشأن التربوي ومتمنيا ان ينتهي الاشكال بينهما على خير، مؤكدا ان جهوده في وزارة التربية ستشكل نقلة وضمانة للاساتذة.
ويذكر ان حزب الكتائب كان يطالب بايلائه وزارة التربية الوطنية، بدلا من وزارة الشؤون الاجتماعية، لرغبة الحزب في تطوير المفاهيم المتعلقة بتاريخ لبنان.
وقد نفذ حزب الكتائب تهديده وقاطع وزيره سليم الصايغ لاعمال الحكومة احتجاجا على الحقيبة المنوطة بالحزب.