تكاد تكون زيارة الرئيس سعد الحريري إلى دمشق الخطوة الأهم بعد تشكيل الحكومة متقدمة في ذلك على البيان الوزاري المتفق على خطوطه العريضة بالتزامن والتلازم مع الاتفاق الذي حصل على صيغة الحكومة (15 ـ 10 ـ 5) قبل أشهر. إزاء ذلك، سئل مصدر مقرب من الرئيس المكلف: هل صحيح ان هناك تعهدا سعوديا بزيارة الحريري الى دمشق بعد تأليف الحكومة، فأجاب: «سمعت الشيخ سعد الحريري مرات عدة يقول انه مستعد بعد تأليف الحكومة للذهاب الى أي مكان يخدم مصلحة لبنان، وسمى سورية بالاسم. وعندما يصبح رئيس حكومة فسيكون رئيس حكومة كل لبنان وهو مضطر الى ان يأخذ الخطوات المفيدة. ومعروف ان هناك أمورا كثيرة معلقة بين لبنان وسورية تحتاج الى تواصل، وهو من موقعه كرئيس للحكومة مضطر للتواصل معهم، وهذا ما ينتظر ان يحصل.
وتقول مصادر معارضة ان زيارة دمشق هي أولوية الحريري، في مرحلة ما بعد تقليع حكومته. وثمة متفائلون يفرطون في الاعتقاد بأنه بات على عتبة العاصمة السورية، ان لم يكن قبل نهاية الشهر الجاري ففي النصف الأول من ديسمبر المقبل، بحيث يزورها كرئيس للحكومة في إطار زيارة بدعوة رسمية، وستكون لها مراسم استقبالية وبروتوكولية واحتفائية خاصة. وبحسب هذه المصادر، لا يعني ذهاب الحريري الى دمشق الذوبان فيها بل إعادة ترتيب العلاقة على أسس جديدة نقية من أي شوائب، وتوائم المستجدات اللبنانية في السنوات الأخيرة، وتعيد فتح الباب اللبناني واسعا على عمقه العربي - دمشق. وهي الحقيقة التي التقطها وليد جنبلاط الذي أدرك باكرا متطلبات تعبيد طريقه الى «الداخل» أولا والى سورية ثانيا، فانفتح على المعارضة واستقال من 14 آذار، واستمر، حتى أصبح الآن في عمق دمشق في السياسة قبل ان يدخلها. وما من شك في ان زيارة الحريري الى دمشق تصب في جهة الايجابيات السورية التي تتالت في سياق مقاربة جديدة اعتمدتها دمشق للعلاقات اللبنانية ـ السورية.