- وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي:«نرى أن الضغوط على قطر تأتي بنتائجها»
أكد مجلس الوزراء السعودي أمس أن الدول الأربع، المملكة ومصر والإمارات والبحرين، لن لا تتراجع عن البيان الرباعي حتى تلتزم قطر بمطالبها والتي تضمن التصدي للإرهاب.
وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي، عواد بن صالح العواد، عقب الجلسة الاسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين في جدة أمس، ان مجلس الوزراء شدد على ما عبر عنه البيان من تأكيد الدول الأربع على استمرار إجراءاتها الحالية إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ المطالب العادلة كاملة، التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
واضاف العواد ان مجلس الوزراء رحب بالقرارات الصادرة عن مجلس وزراء الإعلام العرب في ختام دورته العادية الثامنة والأربعين بالقاهرة، مشيدا بتأكيد مجلس وزراء الإعلام العرب على ضرورة التضامن بين الدول العربية لمواجهة الإرهاب، ومطالبته بتجفيف منابع تمويله وضرورة مواصلة الجهود والتنسيق على المستويين الإقليمي والعالمي لدحره واجتثاثه.
فى غضون ذلك، اختتم وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان في ابو ظبي امس الأول، جولته الخليجية لدعم الوساطة الكويتية ومتابعة الجهود الدولية لحل الأزمة بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها.
وقد بحث ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الوزير الفرنسي، تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين.
وذكرت وكالة انباء الإمارات على حسابها بموقع «تويتر» ان الجانبين استعرضا ايضا عددا من القضايا الاقليمية والدولية.
من جهته، دعا لودريان في ختام جولته إلى خفض التصعيد كضرورة لإجراء مفاوضات في أجواء بناءة، وإلى تسوية الأزمة داخل مجلس التعاون الخليجي، وأكد مجددا دعم بلاده للمبادرة الكويتية.
وشدد الوزير الفرنسي على أن «مكافحة الإرهاب هي الأولوية رقم واحد» من خلال «مكافحة كل أشكال تمويل وكل أشكال دعم الإرهاب» على حد تعبيره. وأمل في ألا يكون المدنيون «ضحايا للتوترات الحالية» بين قطر والبلدان المقاطعة لها.
من ناحيته، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن الأزمة مع قطر تفاقمت بسبب انعدام الثقة وعدم التزامها بتعهداتها ومحاولاتها زعزعة استقرار الدول العربية بما فيها مصر أكبر دولة في المنطقة.
ولفت قرقاش في كلمة ألقاها في مؤسسة «تشاتام هاوس» في لندن أمس إلى أن قطر لم تلتزم باتفاقية الرياض التي تمت برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، وأن نشوب الأزمة مع الدوحة لا علاقة له بالتغييرات في القيادة السعودية الجديدة أو الإدارة الأميركية الجديدة.
وتابع قائلا: إن الأزمة لا تتعلق بشكل أساسي بإيران رغم أن طهران تستفيد من ممارسات قطر، ولكن الأمر يتعلق بدعم أغنى دولة في العالم خلال السنوات العشرين الماضية للمتطرفين في الشرق الأوسط ولمنظمات بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة.
وقال «إننا نرى حاليا أن الضغوط على قطر تأتي بنتائجها»، مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعتها الولايات المتحدة وقطر بشأن تمويل الإرهاب تمثل تطورا إيجابيا.
وأضاف: «نحن مستعدون لأن تستغرق هذه العملية وقتا طويلا، ولن نقبل بغض النظر على ممارسات قطر».
وردا على سؤال في حال استمرت الأزمة مع قطر لسنوات ومدى تأثيرها على ملفات مثل الملف الليبي واليمني والسوري وغيرها، قال قرقاش: «نحن لا نزال نراهن على الحكماء في الجانب القطري، وعندما يتفهم القطريون أن هذه الأزمة سوف تستمر لوقت سيصبحون أكثر واقعية، لأنهم سيلاحظون بأنهم ليس لديهم جيران مباشرون رغم مطاراتهم المفتوحة».
وأكد أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لا ترغب في التصعيد ولا في تغيير النظام القطري، ولكن ترغب في تغيير السلوك والسياسات ووقف دعم قطر للإرهاب والتطرف.
وأشار إلى أن اتفاقية الرياض التي وقعت عليها قطر يمكن أن تمثل حجر أساس ولكنها تحتاج الى نظام رقابة.
واتهم قرقاش قطر بإنفاق ملايين الدولارات لزعزعة الوضع في مصر لإضعافها، «كما قامت بالتآمر ضد المملكة العربية السعودية، وفي البحرين ايضا قامت بضخ الأموال من أجل زعزعة الاستقرار هناك وتأجيج الوضع،لافتا إلى أن كل ما تقوم به قطر ليس في مصلحتها الوطنية».
وشدد على أن الدول العربية تريد حلا وليس إطالة الأزمة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه في العام 2013 و2014 قام أمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد بالتوقيع على اتفاقية الرياض ووعد بأنه سوف يوقف دعمه للإرهاب، إلا أنه لم يحترم وعوده.
وأضاف أن الدولة الداعية لمكافحة الإرهاب تطالب بنفس المطالب التي كان قد وافق عليها الأمير القطري عام 2013، موضحا في الوقت ذاته أن هذه الدول لن تصعد أكثر مما تعتبره تدابير سيادية ممنوحة من قبل القانون الدولي، ومشيرا إلى أنه ينبغي التوصل إلى حل إقليمي ومراقبة دولية.
وأضاف قرقاش أن رعاية قطر للمجموعات المسلحة في سورية زعزعت الجهود الواسعة لمساعدة المعارضة غير المتطرفة، ونتيجة لذلك قد بدأ السوريون يحاولون ان يختاروا بين (بشار) الأسد من جهة وداعش من جهة أخرى.
وكذلك قامت قطر بدعم المتطرفين في ليبيا و«أنصار الشريعة» وأيضا احد الأشخاص الذين كانوا في هذه المنظمة باتوا من المسؤولين الكبيرين في قطر وأيضا كانوا معنيين بالتفجير الذي وقع في مدريد عام 2004 وأودى بحياة الكثيرين.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «إن الأمر لا يتعلق بكيفية تنظيم أو وضع بعض المجموعات في خانات معينة»، مشددا على أن قائمة الإرهاب التي وضعتها الدول الأربع المقاطعة لقطر والتي ضمت 59 فردا فإن الغالبية منهم كانت لديهم علاقات مثبتة مع تنظيم القاعدة وتنظيمات إرهابية أخرى.