ترحيب مشروط: الترحيب الاميركي بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة جاء «مشروطا» ومقرونا بالملاحظات والتمنيات التالية:
ـ ان يعكس البرنامج الحكومي (البيان الوزاري) التزام القرارات الدولية خصوصا 1559 و1701 و1680 (بيان صادر عن البيت الأبيض). ـ ان تتعاون الحكومة مع الرئيس ميشال سليمان وان تواصل جهود رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة في اتخاذ خطوات واضحة نحو تنفيذ القرار 1701 (المندوب الاميركي في مجلس الأمن أليخاندرو وولف).
عون ينظر إيجابا للحريري: يتحدث العماد ميشال عون في مجالسه بكثير من الإيجابية عن الرئيس المكلف سعد الحريري، ولا يحمله وزر تأخر حكومة الوحدة الوطنية. وبحسب أعضاء في تكتل الاصلاح والتغيير، تحدث عون أكثر من مرة عن الحريري بعد اجتماعات كان قد عقدها معه، وحاول إبراز مواصفاته كزعيم شاب، في سنه الـ 38، قلب اغتيال والده حياته رأسا على عقب. وبعدما كان على هامش الواقع السياسي في لبنان، يعيش حياة مختلفة، أصبح في قلب مرحلة لم يكن معنيا بها قبلا، إلا أنهم ألبسوه عباءة الزعامة. لاحظ أيضا أن للحريري الابن طموحات إيجابية، إلا أنه لا يتحرك ما يكفي ليضمن تحقيقها على نحو ما يلمسه فيه.
حضور مسيحي وازن: يقول مصدر في التيار الوطني الحر انها «المرة الأولى منذ حكومات ما بعد الطائف وحتى اليوم التي يكون فيها للمسيحيين حضور وازن وقيم داخل الحكومة. وهذا الأمر واضح وهو يعود للسياسة التي اتبعها العماد عون خلال التفاوض بشأن تشكيل الحكومة، لانه تمسك بمطالبه، وحصوله عليها ما أدى بالتالي الى تحسين التمثيل المسيحي لدى فريق الموالاة. ففي جردة بسيطة يتبين أنه لقاء وزارة الداخلية كانت «الدفاع»، ولقاء وزارة الاتصالات كانت «العدل»، كذلك الأمر بالنسبة لوزارتي العمل والشؤون الاجتماعية، كلها وزارات وازنة ولها اعتبارها حصل عليها المسيحيون داخل الحكومة وليس وزارات غير مجدية مثل الثقافة أو الإعلام أو سواهما». ولكن عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا يرى ان عون «لم يحقق شيئا من سلسلة المطالب التي أعلنها». ويقول ان الحديث عن تحسينه حصة مسيحيي 14 آذار «خبرية وادعاء لبطولات وهمية».
وعود انتخابية وتوزيرية: تقول مصادر قريبة من العماد عون انه كان وعد الوزير فادي عبود بأن يسند اليه حقيبة الصناعة باعتباره من المختصين في هذا المجال وهو يرأس حاليا جمعية الصناعيين في لبنان، لكن كان يفترض فيه أن يعيد النظر في اختياره مادامت هذه الحقيبة أعطيت للوزير ابراهام دادايان من حزب الطاشناق. وسألت المصادر عن مصير الوعود التي كان أغدقها عون على عدد من المرشحين بتوزيرهم في حال عزوفهم عن خوض الانتخابات النيابية الأخيرة وبينهم النائب السابق كميل خوري من داخل «التيار» والنقيب السابق للمحامين في بيروت شكيب قرطباوي الذي يعتبر واحدا من أبرز المتحالفين معه. وأوضحت انهم لايزالون يجهلون الأسباب التي حالت دون اسناد السياحة لخوري خصوصا ان لا مبرر لتفضيل عبود عليه، وسألوا في الوقت نفسه هل ان قرار عون المجيء بوزراء منتجين الى الحكومة يتعارض مع الأكفاء في «التيار».
من الدفاع إلى المواءمة: دلت طريقة اختيار عون لوزرائه على انه قرر الانتقال - حسبما يقول قريب معني - من مرحلة الدفاع التي خاضها في فترة سابقة استمرت حتى الانتخابات، إلى مرحلة المواءمة بين تفاهمات داخلية وإقليمية، وبين هجوم يتصل عمليا بالعمل الإصلاحي داخل الحكومة، وهو أمر سوف ينعكس مواجهات داخل مجلس الوزراء. (يبدي النائب وليد جنبلاط اعجابه بالوزيرين شربل نحاس وفادي عبود ويصفهما بأنهما ممتازان).
اعتبارات معينة: أوضح الوزير ميشال فرعون ان اصراره على تولي حقيبة مرده الى اعتبارات معينة، ملمحا الى انه سيشارك في طاولة الحوار المقبلة كممثل عن طائفة الروم الكاثوليك بدلا من الوزير الياس سكاف.
وعن أولويات المرحلة المقبلة قال: «سابقا كانت هناك ممارسات تعطيلية وعراقيل وشلل. نأمل في ألا يتكرر هذا المشهد. هناك الكثير من العمل الذي ينتظرنا على الأصعدة الأمنية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، اذ هناك أكثر من 1500 قرار كلها عالقة في أدراج الحكومة. ستكون أمامنا ورشة عمل كبيرة. وشدد على ضرورة تعزيز الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان الذي لا يمكن أن يحمى بالسلاح فقط، بل بتطبيق القرارات الدولية.
استهداف سياسي: تقول أوساط النائب نقولا فتوش انه أبلغ الرئيس الحريري شخصيا اعتراضه على توزير سليم ورده ممثلا لزحلة والقوات في الحكومة خلال اجتماعهما في بيت الوسط قبل ولادة الحكومة بثلاث ساعات، معتبرا ان استبعاده عن الحكومة ليس الا استهدافا سياسيا له، وانه أصبح على افتراق سياسي مع 14 آذار من دون ان يكون في فريق 8 آذار، بل ستكون معارضته مستقلة للحكومة. ويقول فتوش: «شعارات المعركة الانتخابية التي خضناها معا وحققنا فيها نصرا انتخابيا كبيرا سقطت وبيعت في لحظة نشوة خلال انتاج الحكومة».