دمشق ـ هدى العبود
قبل ساعات من توجهه الى باريس لعقد قمة ثنائية مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد نظيره اللبناني ميشال سليمان في أول زيارة له خارج لبنان بعد انزياح كابوس الحكومة اللبنانية واعلان تشكيلها. وعقد الرئيسان قمة ثنائية قبل ظهر أمس.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» أن الرئيس السوري بشار الأسد أجرى مباحثات مع الرئيس اللبنانى ميشال سليمان.
ونقل بيان رئاسي سوري أن الجانبين شددا على «ارتياحهما لتطور هذه العلاقات وعزمهما على مواصلة التنسيق والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك والاستمرار بالارتقاء بعلاقات التعاون بين الجانبين إلى المستوى الذي يطمح إليه الشعبان الشقيقان».
وأضاف البيان أنه «جرى استعراض التطورات الإيجابية التي شهدها لبنان مؤخرا، لاسيما تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية»، مشيرا إلى تأكيد الأسد على «ضرورة استثمار هذه الأجواء ومتابعة الحوار لتعزيز التوافق بين اللبنانيين بما يساهم في تقوية الوحدة الوطنية التي تشكل أساسا لاستقرار لبنان وأمنه».
وأوضح البيان أن سليمان أكد ان «العلاقات المتميزة مع سوريا تصب في صالح لبنان وأنه سيواصل العمل على تطوير هذه العلاقات لما فيه خدمة مصالح البلدين والمنطقة».
في غضون ذلك نفت مصادر اسرائيلية ما نقلته وسائل الإعلام عن مسؤول اسرائيلي كبير قال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعد للاجتماع مع الرئيس السوري بشار الأسد «في أي مكان وأي وقت».
وكان المسؤول الاسرائيلي ينقل تعليقات أدلى بها نتنياهو اثناء اجتماعه أمس الأول مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي استمر 90 دقيقة. واثناء الاجتماع حث ساركوزي على السير قدما في مسعى تقوده الولايات المتحدة لاستئناف محادثات السلام المتعثرة في الشرق الأوسط.
وأبلغ المسؤول الاسرائيلي الصحافيين المرافقين لنتنياهو «أثار ساركوزي المسار السوري وأجاب نتنياهو بأنه مستعد للاجتماع مع الأسد في أي مكان وأي وقت على اساس انه لا توجد أي شروط مسبقة».
وعادت مصادر فرنسية وأكدت ان نتنياهو طلب بالفعل من الرئيس الفرنسي نقل رسالة بهذا المعنى الى الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب قناة العربية الفضائية.
من جهتها ذكرت القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي مساء أمس الأول نقلا عن مسؤول أميركي قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلى طلب من الإدارة الأميركية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن نقل رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
ووصف إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلى اجتماع نتانياهو مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أول أمس بأنه كان جيدا وهاما وبناء، وأنه وضع الأساس المشترك للمضي بالعملية السلمية قدما.
بدوره، أكد ساركوزى استعداد باريس للمساهمة في محادثات السلام الإسرائيلية - السورية التي رعتها تركيا، موضحا انه من خلال الاتحاد الأوروبي وبالتنسيق مع تركيا يمكننا أن ندفع نحو استئناف محادثات عملية السلام بصيغة أو بأخرى.
وأضاف ساركوزى في حديث لصحيفة «الوطن» السورية في عددها الصادر امس انه يجب علينا أن نظهر للاسرائيليين وللسوريين مع ما يتطلب من مصداقية أن التوصل إلى حل في نهاية المطاف هو في مصلحتهما، داعيا إلى تنفيذ قراري مجلس الأمن 242 و338 اللذين اعتبرهما أساسا لمبدأ الأرض مقابل السلام وان رؤيته ورؤية الرئيس الأميركى باراك أوباما إزاء الشرق الأوسط متقاربتان.
وأشار ساركوزى الى انه برغم التوترات التي نشهدها نرى أن هناك فرصة مازالت قائمة لإطلاق المفاوضات على مختلف مسارات عملية السلام الفلسطينية والسورية واللبنانية، وعلى أساس القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
من جهة أخرى، جدد ساركوزي تأييد باريس للتوقيع على اتفاق الشراكة السورية - الأوروبية بعد أن تنتهي سورية من إعادة تقييم تأثير الشراكة على اقتصادها معتبرا أن ذلك من حقها.
وأكد الرئيس الفرنسي ضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والثقافية بين سوريا وفرنسا إلى مستوى الحوار السياسي الذي استؤنف بمبادرة منه عام 2008 مشيرا الى انه يسعى الى تعميق الحوار مع سورية من خلال زيارة وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد لدمشق قبل نهاية العام الجارى لتبحث مع المسؤولين السوريين المبادلات الاقتصادية التي تتطور باستمرار سواء على صعيد التبادل التجاري أو الاستثمارات والتي تعززت أكثر مع افتتاح مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية أخيرا في دمشق.