طبق نائب من الاكثرية في «دردشة» مع «الأنباء» على الحكومة الراهنة المثل القائل «أحسن الممكن»، فقد استطاعت الاقلية ان تعطل النظام الديموقراطي اللبناني وان تلغي نتائج الانتخابات النيابية فتوزر جبران باسيل مجددا، واعطيت الثلث المعطل بشكل خفي، غير ان الاكثرية حصلت على تمثيل مقبول ومتوازن ولا يمكن الاستهانة بحصة الرئيس سليمان. واضاف: تستطيع هذه الحكومة ان تنجز الكثير الكثير اذا ما تفاعلت الاطراف المشاركة فيها واذا تشنجت وازداد التوتر بين بعضها البعض فإن البلد سيعاني من تعطيل اضافي وشلل أكبر.
وفي رأيه ان مرحلة تعطيل تشكيل الحكومة ادت الى استنزاف الرئيس سعد الحريري واذا لم تتوافر ظروف التوافق والمعطيات الملائمة لذلك، فإن الشلل والتعطيل سيستمران وسيعاني الحريري من استنزاف اضافي وهو ما سيتكرر فصولا عند كل عنوان أو ملف أو قضية.
ومن افضل الامثلة على ذلك، يقول النائب الاكثري، اختيار العماد عون للوزيرين شربل نحاس وفادي عبود، اضافة الى الابقاء على جبران باسيل وما له من مآثر في التعطيل داخل مجلس الوزراء.
وقال: عمليا انفرط عقد قوى 14 آذار، وتبقى الاكثرية قائمة حول مسائل غير حساسة بنظر النائب جنبلاط. وفي تقديره، انه قد يبتعد النائبان سليمان فرنجية وطلال ارسلان عن عون اذا ما حققت سورية تقاربا مع العالمين العربي والغربي مما يتيح لها الابتعاد أكثر فأكثر عن ايران، فقد أثبت عون انه مستعد للتضحية بالجميع كرمى عيون الصهر وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، لكن في الوقت الحاضر لاتزال الاقلية صفا واحدا موحدا بقيادة نصرالله ويخطئ من يعتقد ان سورية قادرة على فك تحالفها مع ايران اذا لم تتعرض هذه الاخيرة لضربة قوية جدا أو لم تفرض عليها عقوبات شديدة واذا لم يحصل النظام السوري على تعويض كامل وتتوافر له الحماية. ستستمر السلطتان التشريعية والاجرائية في ظل وضعية المراوحة حتى إشعار آخر مما يفرض عليهما حالة اللاقرار واللاحسم واللاانتاجية بانتظار ما سيصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان وما ستؤول اليه المفاوضات الايرانية ـ الغربية وعلى مستوى المنطقة كلها. وسط هذه المعادلات سيبقى النائب جنبلاط على مساره الراهن، فهو لن ينضم الى الاقلية، ولن يعود الى قوى 14 آذار وسيلعب دور التهدئة بين الطرفين، وسيعمل أكثر على ترسيخ مسار الانفتاح على سورية وايران. وهو يدرك ان السوريين لن يعطوه شيئا، وان حزب الله سيكمل مشروعه الذي يقوم في جزء منه على حساب الدروز والزعامة الجنبلاطية.\ الرئيس الحريري سيزور سورية عاجلا أو آجلا، وهو من سيقرر متى سيحصل ذلك الا اذا طرأ ما يحول دون هذا الامر.