- اشتباكات بين «وحدوا اليمين» و«حياة السود مهمة» تسفر عن مقتل امرأة وإصابة العشرات.. ومقتل شخصين في تحطم «هيليكوبتر» قرب الاحتجاجات
أثار الموقف الملتبس من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أحداث العنف، في «شارلوتسفيل» بولاية فيرجينيا والتي لم يشر فيها إلى مسؤولية اليمين المتطرف أو الفريق المناهض له عن العنف الذي اسفر عن قتل امرأة ودهس العشرات ردود فعل وانتقادات من قبل الأوساط السياسية وشخصيات في حزبه الجمهوري.
وقد حملت وسائل إعلام أميركية، ترامب، مسؤولية انتشار التيار اليميني المتطرف، متهمة إياه بمحاولة تعبئة هذا الجمهور، والسماح لمجموعات عنصرية متطرفة بالظهور العلني، في خطوة استباقية منه تحسبا لتطورات التحقيقات على خلفية التدخل الروسي في الانتخابات، واحتمال أن تؤدي نتائجها إلى محاكمته.
فسارعت مجموعات يمينية متطرفة ناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى التهديد بالنزول إلى الشارع والقيام بثورة في أميركا، إذا حاول الكونغرس عزل ترامب، على خلفية التدخل الروسي في الانتخابات أو أي شأن داخلي آخر.
وبدأت احداث العنف امس الأول عندما خرج متظاهرون من القوميين البيض في مسيرة «وحدوا اليمين» وحملوا مشاعل وهتفوا لتوحيد اليمين، كما حملوا أعلام الكونفيدرالية التي تعتبر لدى العديد رمزا للعنصرية، في مسيرة ألغتها الشرطة، نزل امامهم محتجون منـاهـضـون للعنـصرية يلوحون بأعلام لحركة «حياة السود مهمة» وهتفوا «نقول لا للخوف العنصري» و«لا للنازيين ولطائفة كو كلوكس كلان، ولا لأميركا فاشية»، ولم تستطع قوات الأمن احتواء الاشتباكات في البداية، قبل أن يقوم أحد المنتمين إلى اليمين المتطرف بدهس المتظاهرين.
وأظهر شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة داكنة اللون تصدم بعنف مؤخرة سيارة أخرى، قبل أن تنطلق مجددا في اتجاه الخلف وسط متظاهرين.
وأظهرت مشاهد أخرى جرحى ممددين أرضا، وفتح مكتب التحقيقات الفيدرالية تحقيقا في ظروف إقدام شخص على صدم حشد من المتظاهرين بسيارته، ما أدى إلى مقتل امرأة وعشرات الاصابات، كما قتل شرطيان في تحطم مروحيتهما بالقرب من المدينة، بدون أن يعرف ما إذا كانت هناك علاقة بين هذا الحادث وأعمال العنف.
وأعلن المدون اليميني، جيسون كيسلر، الذي دعا الى تظاهرة القوميين البيض، أن تظاهرات امس الاول «حدث مهم جدا لحركتنا».
لكن ترامب لم يدن أي طرف وغرد قائلا: «يجب علينا جميعا أن نتحد وأن ندين كل ما يعني الكراهية». وأضاف: «لا مكان لهذا النوع من العنف في أميركا. لنتحد لنكون واحدا».
وظل البيت الأبيض صامتا لساعات باستثناء تغريدة من السيدة الأولى ميلانيا ترامب، قالت فيها: «بلادنا تشجع حرية التعبير، لكن لنتواصل بدون كراهية في قلوبنا».
ولاحقا، ألقى ترامب باللائمة على «عدة أطراف» في الاشتباكات، وقال إن جذور «الكراهية والتعصب» في جميع أنحاء البلاد ممتدة قبل صعوده السياسي.
وقال ترامب من نادي الغولف الذي يملكه في بيدمينستر في نيو جيرسي، حيث يمضي عطلته: «ندين بأقوى العبارات هذا الاستعراض الفظيع للكراهية والتعصب والعنف الذي تسبب فيه عدة أطراف. هذا أمر مستمر منذ فترة طويلة في بلادنا. ليس في عهد دونالد ترامب، وليس في عهد باراك أوباما، إنه منذ فترة طويلة».
وأثار تصريحه الذي بدا أنه يساوي بين المعسكرين، غضبا لدى الديموقراطيين وبعض الاستياء لدى الجمهوريين في حزبه.
وقال ترامب إن «الكراهية والانقسام يجب أن يتوقفا وأن يتوقفا فورا». وردا على أسئلة لصحافيين رفض ترامب إدانة حركات اليمين المتطرف بالتحديد.
في المقابل، انتقدت الديموقراطية هيلاري كلينتون التي هزمت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام ترامب، الرئيس الأميركي بدون أن تذكر اسمه. وكتبت في تغريدة على «تويتر»، إن «كل دقيقة نسمح لذلك بالاستمرار عبر تشجيع ضمني أو بعدم التحرك هي عار وخطر على قيمنا».
وأثارت مواقف ترامب، ردود فعل أيضا من شخصيات في حزبه، إذ عبر السيناتور الجمهوري عن فلوريدا ماركو روبيو، عن موقفه في تغريدة على «تويتر».
وقال إنه «من المهم جدا أن تسمع الأمة الرئيس يصف حوادث تشارلوتسفيل بما هي عليه فعلا، هجوم إرهابي نفذه مؤمنون بتفوق البيض».
وخرج الرئيس السابق باراك أوباما عن صمته، واستشهد بكلمات نيلسون مانديلا رمز النضال ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وكتب أوباما على «تويتر»: «لا أحد يولد وهو يكره شخصا آخر بسبب لون بشرته أو أصوله أو ديانته».
ورد المرشح الرئاسي السابق بيرني ساندرز على ترامب، في تغريدة على «تويتر»، قائلا: «لا، سيدي الرئيس. هذا جهد استفزازي من قبل النازيين الجدد لإثارة العنصرية والكراهية وإيجاد العنف. سم الأمر كما هو عليه».
ومن الأسباب التي دفعت مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى تولي القضية، أن الرجل المتهم بصدم الحشد بسيارته قدم من ولاية أوهايو بشمال شرق الولايات المتحدة، مما يتطلب تدخل الشرطة الفيدرالية.
وذكرت شبكة التلفزيون الأميركية «سي إن إن»، أن المشتبه به جيمس أليكس فيلدز جونيور (20 عاما) وأصله من أوهايو، اتهم بالقتل والتسبب بجروح وبجنحة الفرار.
وأعلن تيري مكوليف حاكم ولاية فرجينيا، وهو ديموقراطي، حالة الطوارئ وعلق مسيرة مزمعة للقوميين البيض.
وقال مكوليف، في مؤتمر صحافي، «لدي رسالة لجميع المتطرفين البيض والنازيين الذين قدموا إلى تشارلوتسفيل. رسالتي واضحة وبسيطة: عودوا إلى دياركم».
وأضاف «أنتم غير موضع ترحيب في هذا الكومنولث العظيم... عار عليكم».
إيفانكا ترامب تنتقد أصحاب نظرية «تفوق العرق الأبيض»
واشنطن- أ.ف.پ: استنكرت ايفانكا ترامب، ابنة ومستشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «العنصرية والاعتقاد بتفوق العرق الأبيض والنازيين الجدد» بعدما واجه والدها انتقادات لرد فعله على العنف الذي شاب مسيرة لليمين المتشدد في مدينة شارلوتسفيل.
وقالت ايفانكا في سلسلة من التغريدات عبر موقع «تويتر» امس «لا مكان في المجتمع للعنصرية والاعتقاد بتفوق البيض والنازيين الجدد. علينا أن نتحد كأميركيين ونصبح بلدا موحدا».