عواصم ـ هدى العبود
في وقت، رأت صحيفة البعث الناطقة بلسان الحزب الحاكم في سورية أن «الدخول الأوروبي الفاعل والمؤثر في عملية السلام مطلب وحاجة للعرب والأوروبيين على السواء»، كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترح الاسبوع الماضي على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المشاركة في مؤتمر دولي للسلام ينظم في باريس ويضم الفاعلين الرئيسيين في الشرق الاوسط.
وأوضحت الصحيفة ان ساركوزي دعا نتانياهو اثناء اجتماعهما الاربعاء الماضي في قصر الاليزيه لاعادة اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط بلقاء الرئيسين السوري بشار الاسد والفلسطيني محمود عباس في اطار مؤتمر دولي ينظم في باريس برعايته.
واضافت هآرتس ان هذا المؤتمر سيضم ايضا العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك والرئيس اللبناني ميشال سليمان وممثلين عن اللجنة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.
وذكرت الصحيفة الاسرائيلية ايضا ان ساركوزي اتصل هاتفيا الخميس الماضي بعباس ليطلعه على هذا الاقتراح كما تحادث ايضا مع الرئيس الاسد خلال زيارة الاخير الجمعة الى باريس.
من جهته اعتبر رئيس جمعية الصداقة الفرنسية- السورية فيليب ماريني ان مستقبل العلاقات بين البلدين «جيد جدا ومثمر جدا لأن لدينا الكثير من الإنجازات المتطورة منذ العام 2007 نظرا لجهود رئيسي البلدين».
وأضاف ماريني في تصريح لـ «الأبناء» أن «العلاقة مهمة لسورية فهي قادرة على فتح اقتصادها نظرا لوضعها الاستراتيجي في المنطقة ونمو علاقتها بأوروبا، ومهمة لفرنسا لمعرفتها بالاستراتيجية السورية ولأن هناك صلات مهمة لها في المنطقة».
وحول عملية السلام رأى ماريني أن «التعامل بين سورية وإسرائيل يجب أن يؤدي الى جولة جديدة من المفاوضات بين البلدين سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة مشيرا إلى أن الجولة السابقة فشلت بسبب أحداث غزة وداعيا إلى أن تكون الوساطة مزدوجة من تركيا وفرنسا.
وشدد ماريني على أن أي مفاوضات جادة على المسار الفلسطيني تتطلب توحيد السلطة الفلسطينية.
بدورها قالت السفيرة السورية لمياء شكور لـ «الأنباء»: حقيقة إذا عدنا إلى الماضي البعيد للسياسة الفرنسية نجد ان صورة فرنسا في المشرق العربي ومغربه لها نكهة خاصة واستقلالية ديغولية بامتياز وهما السببان الكامنان وراء اعادة تشكيل صورة فرنسا في بلادنا وحقيقة ضريبة دفعها «الجنرال ديغول» لاصراره على المحادثات مع جبهات التحرير في العالم العربي. ولفرنسا مواقف تجاه العالم العربي لا نستطيع أن ننكر ايجابياتها.
وتحدثت شكور عن لقاء الأسد برؤساء تحرير وصحافيين فرنسيين وقالت ان اسئلتهم تضمنت مواضيع المصالحة مع ايران والملف النووي الايراني والشأن اللبناني ومختلف القضايا التي لها علاقة بجذور التطرف الذي يجتاح المنطقة والعالم.
ونقلت شكور عن المفكرين الفرنسيين تأكيدهم أن سورية بلد مهم ودورها رئيسي في حل قضايا المنطقة وان تعزيز العلاقات مع سورية سيكون له أثر ايجابي في خدمة منطقة الشرق الأوسط.
كما دعا المفكرون والمثقفون إلى تطوير العلاقات الثقافية والاقتصادية التي تربط البلدين مؤكدين في الوقت نفسه ضرورة رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وقد أخذ هذ الموضوع أكثر من ساعة في حوار الرئيس مع اسئلة كثيرة دارت حول ماهية وصول الحقيقة اليهم دون تزييف في الاعلام الذي لا يخدم إلا إسرائيل.