بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب د.فريد الخازن انه وللمرة الاولى تتشكل في لبنان حكومة تشارك فيها جميع الاطراف السياسية، مقارنة مع الحكومات السابقة لها، بدءا من الحكومات التي تعاقبت على الحكم خلال سنوات الوصاية والتي لم تكن تملك القرار اللبناني، مرورا بحكومة الرئيس السنيورة الأولى في العام 2005 حيث أقصي عن المشاركة بها فريق سياسي كبير يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين، وصولا الى حكومة الرئيس السنيورة السابقة التي تألفت نتيجة لاتفاق الدوحة على اثر ازمة سياسية وشعبية حادة.
ولفت النائب الخازن في تصريح لـ «الأنباء» الى ان الحكومة الحالية برئاسة سعد الحريري، تشكل مرحلة انتقالية حقيقية تتيح امام اللبنانيين فرصة العودة الى المشروع الوطني الاساسي، والمتمثل بإعادة بناء الدولة على اسس مختلفة عما كانت عليه في السابق، وأهمها الاصلاحات الادارية والسياسية، مشيرا الى ان حكومة الرئيس الحريري قد تستطيع ملامسة المسار المذكور فيما لو اراد اللبنانيون السير به حتى تحقيق الاهداف المرجوة منه.
وأعرب النائب الخازن عن اعتقاده بأنه لابد من ان يكون هناك انسجام بين الوزراء داخل الحكومة، مؤكدا انه فيما خص تكتل «التغيير والاصلاح» فإن هذا الاخير قد تجاوز كل الخلافات الماضية وستكون لديه النية الحسنة والارادة الكاملة للتعاون بشكل ايجابي وكبير من الرئيس الحريري للسير معه يدا بيد في معالجة العناوين السياسية الشائكة والملفات المأزومة والمعلقة والمطلوب فيها الاصلاح الحقيقي بشكل جذري وحاسم. وعن البيان الوزاري وامكانية نشوب الخلافات حياله مجددا بين القادة اللبنانيين، اعرب النائب الخازن عن عدم اعتقاده بأن صياغة البيان قد تحمل التعقيدات والعقد بين طياتها، وذلك لاعتباره ان عناوين البيان ومضامينه واضحة المعالم والأطر العامة لها، وانه بالرغم من بعض التباينات في الآراء بين الفرقاء وتحديدا حول السلاح، فإن البيان الوزاري قد يأتي بعناوينه العريضة مشابها لبيان الحكومة السابقة، لافتا الى ان موضوع السلاح قد احيل الى طاولة الحوار للتباحث فيه، مما يؤكد انه لن يكون هناك من مسائل استثنائية غير قابلة للحل او للتفاهم حولها.
ولفت الخازن الى ان لبنان لم يعد نسبيا في قلب العاصفتين الدولية والاقليمية بالشكل الذي كان عليه سابقا، وانه بالرغم من تأثر لبنان بمحيطه وجيرانه، فانه لم يعد ساحة لتنفيس الاحتقانات الدولية والاقليمية ولتنفيذ الحروب عليها كما كان يحصل في السنين السابقة، معتبرا ان الوضع الامني في الجنوب قد اصبح اكثر انضباطا مقارنة مع ما قبل العام 2006، بحيث تحولت الوقائع الميدانية من شريط شائك يفصل بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي الى تواجد للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية والقرار الدولي 1701، الامر الذي سيسهل عمل الحكومة الجديدة ويتيح امامها مساحة واسعة من التحرك المريح، واصفا في المقابل التهديدات الاسرائيلية بالكلام العابر وبالمناورات السياسية التي تمارسها اسرائيل بشكل دوري تجاه لبنان، والتي لن تتجاوز بأبعادها الوصف المذكور، وذلك لاعتباره ان اولويات اسرائيل هي الملف الفلسطيني وليس اللبناني، ومعربا عن اعتقاده بأن ليس في لبنان من يريد بين الفرقاء اللبنانيين وتحديدا حزب الله الدخول مجددا في حرب مع العدو الاسرائيلي.
وختم النائب الخازن، مشيرا الى ان لبنان وبالرغم من ديمومة عدم الاستقرار الجزئي فيه، فهو اليوم افضل سياسيا مما كان عليه في السابق، وان العاصفة التي مر بها خلال السنوات الاربع الفائتة بدأت بالانحسار واصبح الوضع الداخلي فيه اكثر هدوءا مما سيؤدي حتما الى تراجع حدة التجاذبات والخلافات، معربا عن ايمانه بأنه قد تكون امام لبنان فرصة حقيقية لاعادة بناء الدولة وتحسين اداء المؤسسات الدستورية وغير الدستورية، فيما لو احسن الفرقاء التصرف في حكومة يتمثل فيها الجميع.