بيروت ـ زينة طبّارة
رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان لبنان وبعد مسار طويل من محاولات استرجاعه استقلالية إدارته الذاتية عاد إلى إدارة الخارج لشؤونه الداخلية، معتبرا ان الإدارة الخارجية المتمثلة حاليا بالمملكة العربية السعودية وسورية جعلت نفسها ضمانة للوصول الى تفاهم بين القادة اللبنانيين، وكانت هي الحجر الأساس في مسار التأليف وصاحبة الكلمة الفصل في تشكيل حكومة الرئيس الحريري الائتلافية الحالية، ولم يكن اللبنانيون قادة وشعبا ومؤسسات دستورية أصحاب الكلمة والقرار الأخير حيالها، الأمر الذي ترك انطباعا لدى الأوساط الشعبية ان الاتفاق المشار اليه أعلاه أتي لصالح قوى 8 آذار أكثر مما هو لصالح قوى 14 آذار، وذلك على حساب نتائج الانتخابات النيابية وإرادة الشعب الذي اختار في صناديق الاقتراع الجهة التي يودها ان تحكم البلاد.
ورأى بيضون في حديث لـ «الأنباء» انه على النائب الحريري إعداد وفد وزاري يترأسه خلال زيارته الى دمشق على ان يضم جميع الفرقاء اللبنانيين دون استثناء بمن فيهم وزير من القوات اللبنانية، المتمسكة الوحيدة بموقفها حيال سورية، وذلك لاعتباره ان القرار بتصحيح العلاقات مع سورية يجب ان يكون لبنانيا شاملا، مسديا النصح الى القوات اللبنانية بالموافقة على المشاركة في الوفد المذكور، معتبرا ايضا ان من أهم مهمات قوى 14 آذار هي إعادة بناء جسور جديدة مع سورية، تكون قائمة على أسس سياسية صحيحة، الأمر الذي سيحقق في حال نجاحه انجازا كبيرا للقوى المذكورة يمتن مشروعها السياسي.
على صعيد آخر، ولجهة مشهد التحالفات الداخلية اللبنانية، رأى بيضون ان التحالف بين العماد عون وحزب الله ليس قائما سوى على عملية توزيع أدوار بين الطرفين، قوامها المصلـحة الخاصة لكل منهما، بمعنــى آخر انه تحالف قائم على ان يتولى العماد عون تحقيق المكاسب السياسية الداخلية، ومؤخرا الحصص الوزارية، مقابل تخليه عن السياسة الخارجية والقرار الأمني لحزب الله.