التوتر في شمال اليمن على حاله مع تواصل الضربات السعودية لمواقع المتسللين من المتمردين الحوثيين، وإعلان القوات اليمنية تطهير عدة مناطق من الألغام والمتفجرات وطرد عناصر التمرد منها. وفي هذه الأثناء أعلنت السعودية ضم عدد جديد من القرى الى المنطقة العسكرية المغلقة على حدودها مع اليمن حسبما نقلت قناة العربية الفضائية، كما صرحت مصادر عسكرية سعودية بأنه تم القبض منذ بداية المواجهات مع الحوثيين على عدد من المشتبه في تعاونهم مع المتسللين من أصحاب الجنسيات العربية والآسيوية. وأكدت المصادر في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرتها امس أن من بين المعتقلين مقيمين يحملان الجنسية الباكستانية ويعملان في أحد المخابز، وأن عملية إلقاء القبض عليهما تمت داخل الحدود السعودية ويعتقد بتعاونهما مع حركة التمرد الحوثي إضافة إلى القبض على مقيم مصري رصد في أنشطة مشبوهة يعتقد أنها على صلة بالحوثيين.
من جهة أخرى، فرضت القوات البحرية السعودية حصارا بحريا على ميناء ميدي اليمني قرب الحدود المشتركة بين البلدين وذلك لمنع تزويد المتمردين اليمنيين بالأسلحة والذخائر، على ما أعلن مستشار للحكومة السعودية لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، ان قطعا بحرية سعودية تقوم منذ عدة ايام بدوريات قرب ميناء ميدي على البحر الاحمر جنوب محافظة جيزان لقطع الطريق امام تزويد المتمردين الحوثيين بالإمدادات.
على الطرف المقابل من الحدود، اعلن ناطق باسم الجيش اليمني في صنعاء ان معارك عنيفة دارت بين القوات اليمنية والمتمردين في منطقة الملاحيظ قرب الحدود مع السعودية.
وقال الناطق عسكر زعيل لوكالة الانباء الفرنسية ان معارك تواصلت امس على جبهة الملاحيظ معقل التمرد، بعد استعادة الجيش ليلة امس الاول للسيطرة الكاملة على جبل الخزائن شمال المنطقة.
من جانب آخر، تمكنت وحدات من القوات المسلحة والأمن اليمنية من السيطرة على عدة مواقع بمحافظة صعدة شمال اليمن خلال الساعات الماضية كانت تحت سيطرة الحوثيين، بينما ألقت الأجهزة الأمنية بالمحافظة القبض على 3 من العناصر الحوثية أثناء محاولتهم التسلل إلى الأراضي السعودية. وصرحت مصادر عسكرية يمنية بأن وحدات القوات المسلحة والأمن واجهت العناصر الحوثية في عدة مناطق وتمكنت من تطهيرها من الألغام والمتفجرات بعد أن طردت هذه العناصر من تبة ضلعة ابن عنان وتبة محجر غازي وتبة متراس حطمان جنوب منطقة غراز.
وقالت إن هذه الوحدات تمكنت من تدمير عدد من المتاريس التي كانت العناصر الحوثية تتحصن فيها، وكبدتها خسائر كبيرة وألقت القبض على عدد منهم في محافظة صعدة، بينما تصدت وحدات أخرى لمحاولات هذه العناصر استعادة بعض المناطق التي تم طردهم منها.
وفى السياق نفسه، ضبطت الأجهزة الأمنية اليمنية الليلة قبل الماضية 3 من العناصر الإرهابية الحوثية في منفذ «علب» الحدودي أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي السعودية، وقالت «إنه سيتم تقديمهم للمحاكمة، إلى جانب اثنين آخرين من عناصر التخريب والإرهاب كان قد ألقي القبض عليهم أمس داخل صعدة».
في غضون ذلك، اتهم معارض يمني السلطة بتوريط دول إقليمية وعالمية في الصراع الدائر بين المتمردين الحوثيين والجيش اليمني وأبدى خشيته من فتح جبهة حرب جديدة على الحدود مع سلطنة عمان. وقال المتحدث الرسمي باسم لجنة الحوار الوطني محمد الصبري: «إن حرب صعدة لم تعد شأنا يمنيا بل أصبحت شأنا عربيا ودوليا وإنسانيا صرفا» معتبرا أن هذه الحرب أصبحت من التعقيد بمكان بحيث يصعب الحديث عن حلول. وأضاف في تصريح نشره موقع حزب «الإصلاح» المعارض «حديث السلطة بأن إيران هي من تقف وراء تمرد صعدة تبرير لقرارات استخدام الجيش والطيران وسياسة ما يسمى «بالأرض المحروقة».