سليمان الى السعودية والحريري الى دمشق: لم يحدد بعد موعد زيارة مرتقبة للرئيس ميشال سليمان الى المملكة السعودية، والمتوقع ان تتزامن مع زيارة يقوم بها الرئيس سعد الحريري الى سورية في اطار جولة عربية له. الرئيس سليمان كان اضطر الى الغاء زيارة له الى السعودية في سبتمبر الماضي للمشاركة في حفل افتتاح جامعة الملك عبدالله بسبب ارتباطاته في نيويورك.
جنبلاط ينتظر: اذا كانت زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق محسومة ومسألة وقت، فإن زيارة النائب وليد جنبلاط ليست كذلك ولا تبدو مستوفية الشروط والظروف الكاملة، وتبدو معلقة على أمرين: ذهاب الحريري اليها أولا، ثم انضاج ظروف زيارته هو لها. لكن ذهاب الحريري اليها لا يعجل بزيارته بالضرورة. وينقل عن جنبلاط قوله في هذا الخصوص: «بعد كلامي عن بشار ليس من السهل تجاوز الأمر. قلت الكثير وكنت قاسيا جدا، ويحتاج الأمر الى وقت لتجاوزه. لابد من صوغ موقف معين يساعد. ربما زيارة الحريري تسهم في التحضير لزيارتي، ولكن ينبغي ان نعرف كيف يريدها السوريون.
طبعا اتخذت قراري في الذهاب الى دمشق، وبعد ان يعود الحريري منها أرى الوسائل الملائمة في التعامل مع هذا الموضوع». وعلم ان جنبلاط يتطلع الى لقاء مع الرئيس بشار الأسد وغير متحمس لزيارة لا تتوج بمثل هذا اللقاء.
نظرة اكثرية لمواقف الحريري: أجرى الرئيس سعد الحريري اتصالا هاتفيا بالرئيس أمين الجميل إثر اللقاء الذي كان عقده مع الوزير سليم الصايغ وانضمام الأخير الى اللجنة الوزارية لإعداد البيان الوزاري. وشكر الحريري للجميل هذه الخطوة مشيدا بإيجابيته ومساهمته في انطلاقة الحكومة. من جهة أخرى، يقر قيادي في حزب مسيحي «موال» بأن الحليف السني لمسيحيي 14 آذار المتمثل في تيار المستقبل لم يستطع أن يعطيهم ويقف الى جانبهم كما فعل حزب الله مع العماد عون، «وذلك لأسباب عدة، من بينها أن حزب الله هو الأقوى من دون منازع في شارعه، خلافا لوضع تيار المستقبل الذي توجد على يمينه ويساره اتجاهات مؤثرة مثل السلفيين وبعض رجال الدين والسياسة، ممن يزايدون على سعد الحريري او ينافسونه، وهؤلاء لا يشعرون بالارتياح للعلاقة بينه وبيننا، ويبدو انه لم يكن بمقدوره تجاهل ما يمثلونه في معادلة الشارع السني، فامتنع على سبيل المثال عن منح حزب الكتائب وزارة التربية».
كما يعتبر القيادي المذكور أن الحريري أخفق في قيادة المفاوضات مع المعارضة التي استطاعت الحصول على أهم الحقائب عبر حصة العماد عون، وهذا ما دفع ثمنه مسيحيو الأكثرية، بعدما ضاق هامش المناورة أمام سعد الحريري الذي لم يعد لديه ما يعطيه.