عاد الإرهاب ليخيم على العواصم الأوروبية من جديد امس، مستهدفا هذه المرة محطات المترو في لندن وباريس، من دون إيقاع قتلى.
و قالت الشرطة البريطانية إن قنبلة استخدمت لإحداث تفجير في محطة لمترو الأنفاق في العاصمة لندن امس، ما اسفر عن اصابة ما لا يقل عن 22 شخصا، ووصفت الشرطة هذا الحادث بأنه «إرهابي»، بينما تم اعتقال رجل يحمل سكينا قرب محطة قطارات «نيو ستريت» بمدينة برمنغهام.
وقال مارك راولي رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن «نقدر الآن بأن الانفجار الذي وقع في قطار بمحطة بارسونز غرين غربي لندن، أحدثته عبوة ناسفة بدائية».
وأوضح أن جهاز المخابرات الداخلية البريطاني (إم.آي 5) يدعم شرطة لندن في التحقيقات.
ونفذ الاعتداء الذي يعد الخامس خلال ستة اشهر بلندن، بواسطة عبوة يدوية الصنع ما أحدث «كرة من اللهب» في احدى عربات المترو.
وقال شهود عيان بمحطة بارسونز غرين إن الانفجار وقع فيما كان القطار مزدحما في ساعة الذروة، مشيرين الى ان بعض الركاب أصيبوا بحروق وإصابات أثناء التدافع للفرار من القطار عقب الانفجار.
وأعلنت اجهزة الاغاثة وقوع 22 جريحا ليس بينهم اصابات خطيرة وانهم يتلقون العلاج في المستشفيات غالبيتهم بسبب الحروق. وأظهرت صورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دلوا أبيض في حقيبة متجر بينما تتدلى أسلاك فيما يبدو من سقف عربة القطار.
وفي وقت لاحق، قالت هيئة النقل البريطانية في رسالة على تويتر إن العمل توقف في جزء من خدمة المترو بغرب لندن بسبب حادث. وأضافت «توقفت الخدمة بين محطتي هاي ستريت كينزنغتون وإدجوير رود فيما تتعامل الشرطة مع حادث».
وفي سياق متصل، عبرت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي عن تعاطفها مع المصابين ودعمها لأجهزة الطوارئ «التي تحركت مرة جديدة وبشجاعة للرد على هذا العمل الارهابي»، قبل ان تترأس اجتماعا طارئا للحكومة.
وفي وقت ادانات دول العالم هذا الحادث، وأعربت عن تضامنها مع الحكومة البريطانية، أشار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى ارهابيين «فاشلين» رصدتهم الشرطة البريطانية قبل الاعتداء.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر تعقيبا على الانفجار «هجوم جديدة في لندن ينفذه ارهابي فاشل. انهم مجانين كانت تتابعهم الشرطة البريطانية»، لافتا الى أنه في ضوء هذا الحادث فإنه يجب أن يكون حظر السفر لأميركا «أكبر وأكثر صرامة».
وفي فرنسا، هاجم رجل مسلح بسكين جنديا كان في دورية قرب محطة مترو شاتليه بباريس في استهداف جديد للعملية العسكرية «سانتينال أو الحارس» المطبقة منذ اعتداءات يناير 2015، ولم يسفر الهجوم الجديد عن دون وقوع اصابات.
وبحسب المعطيات الأولى للتحقيق فإن الجندي تمكن سريعا من السيطرة على المهاجم الذي تعرض له.
وقال مصدر امني ان المهاجم الذي تم توقيفه، غير معروف لدى الجهات الأمنية وتلفظ بعبارات بينها: الله. وتم فتح تحقيق في حادث ذي طابع إرهابي، بحسب كريستوف كاستانير المتحدث باسم الحكومة. من جهه اخرى، قال مسؤولون محليون امس ان مهاجما يحمل مطرقة في بلدة شالون سور سون في مقاطعة بورجندي في شرق فرنسا أصاب امرأتين وهو يصرخ «الله أكبر».
ونقل مكتب المدعي المحلي عن شهود في المتنزه العام في وسط البلدة قولهم انهم سمعوا المهاجم يهتف «الله أكبر» وهو يضرب المرأتين اللتين نقلتا إلى المستشفى لكن حالتهما ليست في خطر، وقالت الشرطة انها تتعامل مع الحادث على أنه عمل إرهابي محتمل لكنها لا تستبعد أن يكون المهاجم مختل عقليا.
وأشارت الشرطة إلى أن المهاجم مازال هاربا.